14ـ من وصايا الصالحين: من وصايا الصالحين: يا طلاب الجنة أقبلوا

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول صلى الله عليه وسلم: (أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ) رواه الحاكم.

ويقول الله تبارك وتعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة}.

فجنى الجنة رفيع وملكها كبير، ولكن جناب الله أرفع وأكبر.

وإن بهجة الفردوس بهية باهرة، ولكن بهجة حضرة الله أبهى وأبهر.

وما سَمَتْ همم العارفين عن طلب الجنة جهلاً بما فيها من نعيم للنفوس والقلوب، ولكن رأوا أن نعيم الحضرة أحبُّ إليهم من كل محبوب.

يا طالب الخير: الخير كلُّ الخير في صلتك بالمنعم، من اتَّصل بالمنعم حاز على النعم كُلِّها، ومن فاته المُنعِم فاتَتْهُ النِعَمُ كُلُّها.

يا طالب الخير: كن طالباً للمُنعِم تجد سائر النعم.

يا طالب الشر أقصر، فإنَّك لا تدري أين ومتى ينتهي أجلك، والله تعالى يقول: {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}.

اسمُ بهمَّتك إلى المعالي، ونافس في نفيس وغالي، لكن احذر أن تقول: أنا لا أرغب في الجنة ونعيمها، ولا أرهب من عذاب الجحيم، وأنت مجبول على حبِّ النعم، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيد}. وأنت ممن إذا أقبلت عليه الدنيا ظلَّ فرحاً مسروراً، وإذا أدبرت عنه أَسِفَ ودعا هنالك ثبوراً، فاطلب الجنةَ ونعيمها، وأعظم نعمة فيها النظر إلى وجه الله الكريم، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة}.

اللهم اجعلنا عليك مقبلين، ولنعمك شاكرين، ولا تحجبنا عنك بشيء يا أرحم الراحمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين والحمد لله رب العالمين.

**     **     **