25ـ الرحمة إنما هي من القوي

25ـ الرحمة إنما هي من القوي

مقدمة الكلمة:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: اللهُ تعالى هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وَهُوَ مَالِكُ الرَّحْمَةِ، وَإِنَّ رَحْمَتَهُ تعالى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَإِنَّ رَحْمَتَهُ سَبَقَتْ غَضَبَهُ، وَإِنَّهُ تعالى أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنَ الأُمِّ بِوَلَدِهَا، وَإِنَّهُ تعالى أَنْزَلَ جُزْءًا مِنْ مِئَةِ جُزْءٍ مِنْ رَحْمَتِهِ لِيَتَرَاحَمَ بِهَا الخَلْقُ عَلَى اخْتِلَافِ أَصْنَافِهِمْ، وَادَّخَرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ لِيَرْحَمَ بِهَا العِبَادَ يَوْمَ القِيَامَةِ.

وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ تعالى شَدِيدُ العِقَابِ عَلَى مَنْ عَصَاهُ، وَأَنْزَلَ إِنْذَارَهُ الشَّدِيدَ عَلَى المُخَالِفِينَ، مِنْ عُصَاةٍ وَكُفَّارٍ وَمُنَافِقِينَ، وَوَعِيدَهُ بِالعُقُوبَةِ القَاسِيَةِ لَهُمْ، وَهِيَ نَارُ جَهَنَّمَ، بِمَا فِيهَا مِنْ أَلْوَانِ وَصُنُوفِ العَذَابِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِذَا كَانَ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تعالى الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الرَّؤُوفُ، الوَدُودُ، السَّلَامُ، المُؤْمِنُ، الغَفَّارُ، الوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، البَاسِطُ، الرَّافِعُ، المُعِزُّ، اللَّطِيفُ، الحَلِيمُ، الغَفُورُ، الشَّكُورُ، الوَاسِعُ، التَّوَّابُ، العَفُوُّ، المُغْنِي، النَّافِعُ، الهَادِي، وَغَيْرُهَا مِنَ الأَسْمَاءِ الجَمَالِيَّةِ.

فَإِنَّ مِنْ أَسْمَائِهِ تعالى أَيْضًا: المَلِكَ، القُدُّوسَ، العَزِيزَ، الجَبَّارَ، المُتَكَبِّرَ، القَهَّارَ، القَابِضَ، الخَافِضَ، المُذِلَّ، الحَكَمَ، العَدْلَ، العَظِيمَ، العَلِيَّ، الكَبِيرَ، الرَّقِيبَ، القَوِيَّ، المَانِعَ، القَادِرَ، المُقْتَدِرَ، المُقَدِّمَ، المُؤَخِّرَ، المُتَعَالِيَ، الضَّارَّ، المُنْتَقِمَ، مَالِكَ المُلْكِ، وَغَيْرَهَا مِنَ الأَسْمَاءِ الجَلَالِيَّةِ وَالقَهْرِيَّةِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِذَا كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ لِمَنْ يَرْحَمُهُمُ الجَنَّةَ، وَدَعَا عِبَادَهُ إِلَيْهَا، وَرَغَّبَهُمْ فِيهَا، وَأَنَّ مَنْ دَخَلَهَا لَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَأَنَّهُ تَكَفَّلَ بِمِلْئِهَا، وَفِيهَا مِنَ النَّعِيمِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.

فَإِنَّهُ تعالى ـ بِنَفْسِ الوَقْتِ ـ خَلَقَ لِمَنْ عَصَاهُ وَكَفَرَ بِهِ النَّارَ، وَحَذَّرَهُمْ مِنْهَا، وَتَكَفَّلَ بِمِلْئِهَا، وَفِيهَا مِنْ أَلْوَانِ العَذَابِ مَا تَشِيبُ لَهُ نَوَاصِي الرُّضَّعِ.

إِنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فَأَنْزَلَ جُزْءًا مِنْهَا، لِيَتَرَاحَمَ بِهَا الخَلَائِقُ، وَأَبْقَى عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَضُمُّ إِلَيْهَا الجُزْءَ المُنَزَّلَ لِيَرْحَمَ بِالمِئَةِ عِبَادَهُ.

فَإِنَّهُ تعالى قَدْ أَنْزَلَ الحُدُودَ وَأنواعَ العِقَابِ، وَهَدَّدَ بِاللَّعْنِ وَالطَّرْدِ، لِيَرْتَدِعَ العِبَادُ عَنْ مُخَالَفَتِهِ.

إِنَّ اللهَ تعالى يَتَوَدَّدُ إلى عِبَادِهِ، وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْهِمْ أَضْعَافَ مَا يَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهِ، لِذَا قَدَّمَ مَحَبَّتَهُ عَلَى مَحَبَّتِهِمْ، وَرِضَاهُ عَلَى رِضَاهُمْ.

وَمَعَ هَذَا فَقَدْ حَذَّرَهُمُ الشَّيْطَانَ، وَبَيَّنَ لَهُمْ خُطُورَةَ مُتَابَعَتِهِ وَعِبَادَتِهِ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.

وَالخُلَاصَةُ: أَنَّهُ تعالى بِقَدْرِ مَا يُعْطِي مِنَ الرَّحْمَةِ، يُخَوِّفُ مِنَ العَذَابِ، فَهُوَ تعالى في نَفْسِ الوَقْتِ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَهُوَ شَدِيدُ العِقَابِ، وَعِنْدَهُ مِنَ العَذَابِ مَا يُخِيفُ المُؤْمِنَ التَّقِيَّ، وَعِنْدَهُ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا يَطْمَعُ بِهَا الكَافِرُ، وَإِنْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ قَدْ سَبَقَتْ غَضَبَهُ.

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ».

فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَبِنَفْسِ الوَقْتِ هُوَ شَدِيدُ العِقَابِ، قَالَ تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

رَحْمَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ قُوَّةٍ لَا مِنْ ضَعْفٍ:

وَهَكَذَا جَعَلَ اللهُ تعالى نَبِيَّهُ المُصْطَفَى الكَرِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا:

إِنَّ النَّبِيَّ المُصْطَفَى الكَرِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ للعَالَمِينَ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَهُوَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.

وَمَعَ هَذَا فَهُوَ القَوِيُّ الشُّجَاعُ، الشَّدِيدُ عَلَى المُعَانِدِ المُخَاصِمِ، حَتَّى يُؤْمِنَ، وَعَلَى المُنْتَهِكِ لِمَحَارِمِ اللهِ تعالى، حَتَّى يَؤُوبَ، فَكَمَا أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ القَوِيُّ في إِيمَانِهِ وَدِينِهِ وَفِكْرِهِ، وَالقَوِيُّ في بَدَنِهِ وَفي نَفْسِهِ، فَهُوَ أَرْحَمُ المَخْلُوقَاتِ.

لِذَا كَانَ يَتَوَدَّدُ إلى النَّاسِ، وَيَتَحَرَّقُ إلى هِدَايَتِهِمْ، وَيَحْرِصُ عَلَى إِيمَانِهِمْ، حَتَّى كَادَ أَنْ يُذْهِبَ نَفْسَهُ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ.

لَقَدْ أُعْطِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الهَيْبَةِ الظَّاهِرَةِ مَا يَعْجِزُ الإِنْسَانُ عَنْ وَصْفِهِ، وَيَعْجِزُ الرِّجَالُ الذينَ عُرِفُوا بِقُوَّةِ شَكِيمَتِهِمْ وَقُوَّةِ نُفُوسِهِمْ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَيْبَةً وَإِجْلَالًا، وَأَذْكُرُ بَعْضَ النَّمَاذِجِ في ذَلِكَ:

في قِصَّةِ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ وَمَجِيءِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ مُفَاوِضًا عَنْ قُرَيْشٍ، وَفِيهِ: ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنِهِ، قَالَ: وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ. رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ.

وَعَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ، وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ؛ لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ. رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ.

وَعَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ في قِصَّةِ الصَّدَقَةِ عَلَى الأَقَارِبِ وَالأَيْتَامِ ـ وَفِيهِ قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الْمَهَابَةُ. رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ.

وَكَانَ كِبَارُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُمْ إِذَا حَدَّثُوهُ، حَدَّثُوهُ كَأَخِي السِّرَارِ ـ كَصَاحِبِ المُشَاوَرَةِ في خَفْضِ الصَّوْتِ ـ وَإِذَا جَلَسُوا عِنْدَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَلَسُوا كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرَ، وَلَا يَرْفَعُونَ أَصوَاتَهُمْ هَيْبَةً لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلِهَذَا وَرَدَ وَصْفُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَبَيَانُ شَمَائِلِهِ الكَرِيمَةِ عَنْ طَرِيقِ صِغَارِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُمْ ـ وَلَيْسَ فِيهِمْ صَغِيرٌ ـ وَلَمْ يَرِدْ عَنْ طَرِيقِ كِبَارِهِمْ إِلَّا النَّادِرُ القَلِيلُ.

وَخُلَاصَةُ ذَلِكَ: مَا قَالَهُ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ ـ وَهُوَ يَصِفُ النَّبِيَّ المُصْطَفَى الكَرِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ: مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

وَمَعَ هَذَا فَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاضِعًا، حَلِيمًا، صَبُورًا، شَفُوقًا، رَؤُوفًا، رَحِيمًا، عَطُوفًا، حَنُونًا، رَقِيقَ القَلْبِ، سَرِيعَ الدَّمْعَةِ جَارِيَهَا، صَفِيَّ النَّفْسِ، نَقِيَّ السَّرِيرَةِ، رَحِيمًا بِالصِّبْيَانِ وَالعِيَالِ وَالنِّسَاءِ، مَا ضَرَبَ بِيَدِهِ امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، وَلَا يَنْتَقِمُ لِنَفسِهِ، سَمْحًا، سَهْلًا، سِتِّيرًا، أَحْسَنَ النَّاسِ خَلْقًا وَخُلُقًا، قَرِيبًا مِنَ النَّاسِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ.

وَالخُلَاصَةُ: فَقَدِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا تَفَرَّقَ في الكُمَّلِ مِنَ الرِّجَالِ، وَزَادَ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُ رَحِيمٌ، رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ للعَالَمِينَ.

فَالهَيْبَةُ مَا يَقَعُ في قَلْبِ الرَّائِي بِمَا فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ صِفَاتِ الجَلَالِ وَالجَمَالِ وَالكَمَالِ، أَمَّا الرَّحْمَةُ فَهِيَ مَا سَكَنَ في قَلْبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَفَاضَ عَلَى ظَاهِرِهِ.

اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 23/ذو القعدة /1444هـ، الموافق: 12/حزيران / 2023م