80ـ نحو أسرة مسلمة: هل أركان الإسلام تغني عن الحجاب؟

 

مقدمة الدرس:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن المرأة المسلمة التي سَمَت روحُها، وعلت همَّتها بمجرد أن تسمع أمراً من أوامر الله تعالى تسرع في استجابة هذا الأمر، لأن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}. تسرع وتقول: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير}.

أما المرأة التي استحوذ عليها شياطين الإنس والجن، ووقعت في بؤرة المعاصي والمنكرات، وأحاطت بها الظلمات من كل جانب فإذا سمعت أمراً أو نهياً من الله تعالى فإنها تحاول أن تتفلَّت منه بطريق أو بآخر، بل تُورد أحياناً الحجج الواهية لتبرِّر معاصيها وخطاياها، ولتُضِلَّ غيرها عن نهج الهدى الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويصدق عليها قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِير * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيق * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد}.

وقد ذكرت في الأسبوع الماضي الحجة الواهية التي يتذرَّع بها أكثر العصاة لله عز وجل سواء من الرجال أو النساء ألا وهي: (المُعوَّل عليه طهارة القلب). ورددنا على هذه الحجة الواهية التي لا تعتمد على أساس من العلم في كتاب الله عز وجل ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

هل أركان الإسلام تغني عن الحجاب؟

أيها الإخوة الأحبة: هناك بعض النساء المتبرِّجات، واللواتي اعتدن الاختلاط بالرجال مع المصافحة والمصادقة والخلة والزمالة مَن تبرر تبرُّجها: بأنَّ الفلاح يوم القيامة بالمحافظة على أركان الإسلام الحقيقي، وما هذا الحجاب إلا مظهر من المظاهر الجوفاء التي لا قيمة لها ولا ضرورة.

وتستدلُّ لذلك بقول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُون * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُون * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون * وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُون * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُون * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُون * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}. سوَّل لها الشيطان بأنها إذا حافظت على أركان الإسلام ولو كانت متبرِّجة بأنها في الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، لأن دخول الجنة مقصور على من أتى بأركان الإسلام، وهي جاءت بأركان الإسلام.

وتستدلُّ على ذلك بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أفْلَحَ وأَنْجَحَ، وَإنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبدي من تطوّعٍ؟ فَيُكَمَّلُ مِنْهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ تَكُونُ سَائِرُ أعْمَالِهِ عَلَى هَذَا) رواه التِّرمِذِيُّ عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وتقول: إذا صلحت صلاتي صلح سائر عملي، فهي تحافظ على صلاتها وتظن أنها تضمن صلاح سائر عملها، وهي من أهل الجنة إن شاء الله تعالى ولو كانت متبرِّجة!

وتستند كذلك إلى بعض الأحاديث الأخرى التي تتحدَّث عن الجزاء لمن أتى بأركان الإسلام الخمسة، وهي شهادة أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رسول الله، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ من استطاع إليه سبيلاً.

الرد على هذه الحجة الواهية:

أولاً: الإسلام مبنيٌّ على هذه الأركان، وليس مقصوراً عليها، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ). فالإسلام صَرْحٌ كبير بُنِيَ على هذه الأركان، فالأركان لا بدَّ منها وهي الأساس، ولا يمكن أن يتمَّ البناء بدونها، لذلك قالوا: الدين عبادة ومعاملة وأخلاق.

الأساس لا بد منه ولكن لا يكفي، فالمعاملات والأخلاق يجب أن تكون مبنية على هذه القواعد الخمسة: الإيمان، الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج.

ثانياً: النهي عن التبرُّج مقرون مع فريضة الصلاة، يقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}. كيف تلتزم المرأة بالصلاة وإيتاء الزكاة ثم تلقي مسألة الحجاب جانباً وتتبرَّج، والآية واحدة تضمَّنت نهياً عن التبرُّج وأمراً بالصلاة والزكاة وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟

الذي أمر بالصلاة والزكاة هو الذي نهى عن التبرُّج، كيف يستقيم الأمر مع المرأة بأن تلغي النهي، وتلتزم الأمر؟

ثالثاً: إيمان ببعض الأحكام وكفر بالبعض الآخر لا يجتمعان، وقد ذمَّ الله تبارك وتعالى فئة من الناس بقوله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون}. الإيمان كُلٌّ لا يتجزأ، إما إيمانٌ وإما كفرٌ، فالإيمان الكامل أن تترك مرادك لمراده، وَهَوَاك لما جاءك من الهدى من ربك.

هذه الآية الكريمة فيها تحذير شديد للمؤمنين من أن يسلكوا مسلك الكافرين الذي يؤمنون بالآيات إذا وافقت هواهم، ويكفرون بآيات أخرى إذا خالفت أهواءهم.

لذلك أول ما يجب على المرأة أن تعتقد بأنَّ الحلالَ ما أحلَّه الله تعالى، ولو قصَّرت في التزامه، والحرامَ ما حرَّمه الله ولو وقعت فيه، فإذا اعتقدت المرأة هذا الاعتقاد فإنها تستغفر الله تعالى كلَّما قصَّرت في الحلال، وكلَّما وقعت في الحرام.

ومن اعتقدت هذا الاعتقاد فإنها لا تجاهر في تقصيرها حتى لا تتحمَّل وزر الآخرين، وتكون إلى رحمة الله تعالى أقرب، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافى إلا المُجَاهِرِينَ، وَإنّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبحُ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيهِ، فَيقُولُ: يَا فُلانُ، عَمِلت البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصبحُ يَكْشِفُ ستْرَ اللهِ عَنْه).

التي تجاهر بالمعصية فإنها تستهين بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك تستحقُّ غضب الله تعالى إذا هي لم تتب إلى الله تعالى، أما التي تقترف الإثم سراً حياءً من الله تعالى، وحتى لا تكون قدوةً لغيرها فهي إلى رحمة الله تعالى أقرب، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (يُدْنَى المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَة مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيهِ، فَيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيقولُ: أتعرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعرفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيقول: رَبِّ أعْرِفُ، قَالَ: فَإنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وَأنَا أغْفِرُهَا لَكَ اليَومَ، فَيُعْطَى صَحيفَةَ حَسَنَاتِهِ) رواه البخاري.

رابعاً: لا خيار للعبد مع سيده، فمن آمن بالله رباً وخالقاً عرف نفسه أنه عبد مأمور لا يسعه إلا امتثال أمر سيده، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا}.

كيف تلتفت المرأة المؤمنة بالله تعالى عن أوامر الله تعالى، لتقلِّد شرقاً أو غرباً، وهي تعتقد أنها راجعة إلى الله تعالى للعرض والحساب؟ وما هي قائلة لربها عز وجل الذي يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا}. ومن جملة ما قضى الله ورسوله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}؟

فالقاضي واحد في النهي والأمر، فكيف تفرِّق المرأة بينهما؟ كيف تأخذ بفريضة الصلاة وتترك الحجاب؟

خامساً: الطاعات لها ثمرات، فإذا لم تجد المرأة ثمرة تلك الطاعات فلتتنبه إلى نفسها وإلا فهي مغرورة، قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون}.

فلو أقامت المرأة الصلاة حق القيام لنهتها صلاتها عن التبرُّج، ولكن إذا أدَّتها أداءً ولم تنتبه لنفسها فإن تلك الصلاة تُسْقِط عنها فريضتها ولا تغيِّر شيئاً من سلوكها.

والعجيب في المرأة المتبرِّجة عندما تريد أن تقف بين يدي الله عز وجل فإنها تلبس حجاب الصلاة الكثيف الفضفاض، الذي لا يَصِفُ ولا يَشِفُّ، فإذا ما قضت صلاتها أسرعت في نزع الحجاب لتعود إلى ثياب الكاسيات العاريات والعياذ بالله تعالى، لتعود إلى فتنة الرجال وتَعيثُ في الأرض فساداً فتصبح ضالَّةً مضلَّةً.

العجيب في مثل هذه المرأة أنها إذا كانت في خلوتها وفي عبادتها التزمت بالحجاب الشرعي، وأما إذا خرجت إلى الشارع نزعت ذاك الحجاب، ثم تطمع برحمة الله عز وجل لأنها صلَّت وصامت وحجَّت واعتمرت وزكَّت، هذه المرأة نسيت وعيد الصادق المصدوق الذي قال في الحديث الصحيح: (وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

وأخيراً أقول للأخت المسلمة المؤمنة: احذري كلام الضَالِّين المُضلِّين، فَهُمْ عندما عجزوا عن إقصائك عن دين الله عز وجل، وعن إبعادك عن الصلاة والصيام، رضوا منك بالسفور والتبرج، وزيَّنوا لكِ بأنَّ صلاتك وصيامك سيشفعان لكِ في مسألة التبرُّج يوم القيامة، وربنا عز وجل يقول: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق}. ويقول تبارك وتعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة * عَامِلَةٌ نَّاصِبَة * تَصْلَى نَارًا حَامِيَة}. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

فكوني على حذر يا أختاه من ضياع العبادات بسبب التبرُّج، ولا أقلَّ من أن تعتقدي أولاً بأنَّ التبرج معصيةٌ من المعاصي، وكبيرةٌ من الكبائر، ولا تجادلي في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منير.

نسأل الله تعالى أن يستر أعراضنا، وأن يؤمِّن روعاتنا، ويختم بالباقيات الصالحات آجالنا وأعمالنا.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

**        **     **