28ـ آداب الصائم: الأدب السادس: الدعاء (5)

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

خلاصة الدرس الماضي:

فقد عرفنا في الدرسين الماضيين بان من شروط صحة الدعاء واستجابته:

أولاً: أن يكون رزق الداعي من حلال.

ثانياً: أن يدعو الله عز وجل في الرخاء قبل الشدائد.

ثالثاً: أن يدعو الله عز وجل بقلب حاضر لا بقلب غافل.

رابعاً: أن يدعو الله عز وجل وهو غاضٌّ بصره عن السماء.

خامساً: أن لا يدعو الله عز وجل بإثمٍ أو قطيعة رحم.

ونتابع حديثنا اليوم عن بقية شروط وآداب الدعاء:

سادساً: ألا يعجز الداعي في الدعاء:

ادع الله عز وجل ولا تعجز في الدعاء، وألحَّ في الدعاء، فإن الله يحبُّ العبد اللحوح، فإن العبد لا يهلِك مع الدعاء، كما جاء في صحيح ابن حبان عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تعجِزوا في الدعاء، فإنه لن يَهلِك مع الدعاء أحد).

لأنه في الحقيقة دعاؤك مستجاب بإذن الله تعالى، ولكن الله عز وجل يعطي في الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد، فمصلحتك أنت تقدِّرها من خلال علمك، والله تعالى يعطيك الخير من خلال علمه، فيجب عليك أن تترك علمَك لعلمِه تبارك وتعالى، وأن تترك اختيارَك لاختياره، ولأن الخير قد يكون في المنع كما يكون في العطاء، بل ربما أن يكون العطاء ليس خيراً في حقك، قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}.

خذوا على سبيل المثال:

رجل آتاه الله جاهاً وملكاً ورياسة ـ وهي نعمة إذا لم يجعلها حجاباً بينه وبين الله تعالى ـ وكان صائماً مصلياً، وزوجته متحجبة، وكان من روَّاد المساجد، فإذا به بعد أن آتاه الله شيئاً من الملك فإذا به ترك صلاته وصيامه، وترك المساجد، وإذا به يأمر زوجته بالسفور والاختلاط، لأن المصلحة تقتضي هذا، فهل هذا العطاء خير في حقه؟ وقس على ذلك سائر النعم إذا كان أصحابها يبتعدون عن دين الله، فهل هذه النعم خير في حقهم؟ قطعاً لا.

لذلك عندما تطلب الخير من الله تعالى فالله يعطيك إياه من خلال علمه، وربما أن يكون الخير في حرمانك منه، لأنه سيكون حجاباً بينك وبينه تعالى، فإذا ما حجبك عن الذي تطلبه منه لعلمه فيك أنه سيكون وبالاً عليك أليس هو الخير بحدِّ ذاته؟ وصدق الله القائل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}، فالإيتاء والنزع والعز والذل خير في حق العبد إذا كان شاكراً وصابراً.

وحديث الأقرع والأبرص والأعمى المعلوم عندنا خير شاهد على ذلك، كما جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ ثَلاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ، وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِبِلُ ـ أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ، شَكَّ إِسْحَقُ إِلا أَنَّ الأَبْرَصَ أَوْ الأَقْرَعَ قَالَ: أَحَدُهُمَا الإِبِلُ وَقَالَ: الآخَرُ الْبَقَرُ ـ قَالَ: فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.

قَالَ: فَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلاً، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.

قَالَ: فَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ، فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا، قَالَ: فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ الإِبِلِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْبَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْغَنَمِ.

قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدْ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِي الْيَوْمَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.

قَالَ: وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.

قَالَ: وَأَتَى الأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِي الْيَوْمَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ).

وقفات مع الحديث الشريف:

هذا الحديث الشريف الذي يؤكد لنا فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن العطاء قد يكون منعاً من قرب العبد من الله تعالى، وسبباً من أسباب الطغيان، أريد أن أقف مع بعض فقرات هذا الحديث الشريف:

الفقرة الأولى: قوله صلى الله عليه وسلم: (فأراد الله أن يبتليهم):

هذه الفقرة من الحديث الشريف تعلِّمنا بأن الابتلاء ليس في المنع فقط، بل هو في العطاء كذلك، لأنه في ظاهر الأمر هؤلاء في حالة ابتلاء، الأول مبتلى بالبرص، والآخر مبتلى بالقرع، والثالث مبتلى بالعمى، ففي أي شيء سيبتليهم الله تعالى؟

الجواب: سيبتليهم الله تعالى بالعطاء، وهذا ما صرَّح به القرآن العظيم في سورة الفجر بقوله تعالى: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن}.

إذاً يجب علينا أن نعلم بأنا جميعاً في ابتلاء، فإذا كنا في ابتلاء العطاء فيجب علينا الشكر، وإذا كنا في ابتلاء المنع فيجب علينا الصبر، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين عند الرخاء، ومن الصابرين عند البلاء، ومن الراضين بمرِّ القضاء.

الفقرة الثانية: (قال: شعر حسن):

الكثير من شبابنا اليوم يعشقون الشعر الحسن، وهذا شيء حسن، ولكن هذا الشعر الذي يكرم به مولانا عبده، هل يجعل منه وسيلة لللعنة له، أم يجعل منه وسيلة لرحمة الله عز وجل له؟

يريد الشاب الشعر الحسن ليتجمَّل به، ويسرِّحه تسريحة شعر النساء، ويتخنَّث ويتشبَّه بالنساء، فمن فعل ذلك صار ملعوناً كما جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) رواه البخاري.

يريد الشاب الشعر الحسن لكي يلفت أنظار النساء إليه، وليكون مصدر فتنة لبعض النساء، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق}.

ومن أراد الشعر الحسن ليكرمه امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ) رواه أبو داود، وذلك بالعناية به وبنظافته فهو يستجلب رحمة الله عز وجل.

الفقرة الثالثة: (قال: أن يرد الله إليَّ بصري):

البصر بحدِّ ذاته نعمة من نعم الله عز وجل إذا استخدمه العبد فيما يرضي الله عز وجل، فنظر إلى ما يحل النظر إليه، وغضه عما حرَّم الله تعالى النظر إليه.

البصر سوف يُسأل عنه العبد يوم القيامة كما يُسأل عن سائر أعضائه، قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}.

انظر في هذه النعمة: هل تستخدمها في طاعة الله أم في معصيته؟

ومن العجيب أني رأيت شاباً فاقداً بصره وهو في ريعان الشباب، قلت له: هل تراني؟ قال: لا أرى أحداً ولله الحمد.

فقلت له: أتحمد الله عز وجل على أن أخذ بصرك؟ قال: نعم، لأن الله عز وجل علم ضعفي فأراحني م نالتكليف الذي كلَّف به الرجال وذلك من خلال قوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، فأنا ولله الحمد مرتاح من مجاهدة النفس في مسألة غضِّ البصر، ولله الحمد لا أعرف شكل المرأة.

نعم هذا شأن المؤمن الذي يرضى بقضاء الله وبقدره، حيث ينظر إلى الآثار الإيجابية عند المنع.

الفقرة الرابعة: (كأني أعرفك، ألم تكن أبرص)؟

الشيء الحسن في الإنسان أن لا ينسى أصله، الشيء الحسن في الإنسان أن يتذكر دائماً وأبداً قول الله عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير}.

تذكَّر أصلك أيام قوَّتك، أيام صحتك، أيام غناك، أياما لعطاء لك من الله تعالى، لأن هذا التذكُّر يحجب عنك الطغيان بإذن الله تعالى، انظر إلى هذا الأبرص والأقرع حيث نسي كلُّ واحد منهما أصله، فإذا بالنعمة سلبت منهما، فالله تعالى الواهب للنعم قادر على استردادها متى شاء، فاعْقِل هذه النعم بعِقال الشكر، لأن الشكر يعقل النعم الموجودة ويستجلب النعم المفقودة.

واعتبر من الأعمى الذي ما نسي ما كان عليه، ما نسي أنه كان أعمى، وما نسي أنه كان فقيراً، فإذا به يجود بنعمة الله التي أسبغها عليه، لأنه على ثقة بأن الذي أغناه قادر على أن يبارك فيما بقي له من بعد العطاء لأصحاب الحاجة وخاصة ممن كانوا مثله قبل العطاء من الله تعالى.فكانت نتيجة الناسي استرداد النعمة مع السُّخط، ونتيجة الذاكر لأصله دوام النعمة مع البركة مع الرضا من الله تعالى.

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

فلا تعجز في الدعاء ولا في الإلحاح، لأن الله يحب العبد اللحوح، وقد جاء في الأثر: (إذا أحب الله تعالى عبداً صب عليه البلاء صباً ، وسحبه عليه سحباً ، فإذا دعا، قالت الملائكة: صوت معروف من عبد معروف، وقال جبريل عليه السلام: يا رب عبدك فلان، اقض له حاجته، فيقول الله تعالى: دعوا عبدي، فإني أحب أن أسمع صوته، فإذا قال: يا رب، قال الله تعالى: لبيك عبدي ، وسعديك ، لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك، ولا تسألني شيئا إلا أعطيتك، إما أن أعجل لك ما سألت، وإما أن أدخر لك عندي أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء ما هو أعظم من ذلك) ولذلك يقول ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى: (ليس المحروم من سأل فلم يعط، ولكن المحروم من أعطي فلم يأخذ).

ونتابع الحديث عن شروط وآداب الدعاء في الدرس القادم إن أحيانا الله عز وجل، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

**     **     **