49ـ مشكلات وحلول: أمه ترتكب الفاحشة جهراً

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

سؤال: لقد أكرمني الله تعالى بالالتزام، ولكن المشكلة في أمي حيث ترتكب الفواحش جهراً، فما واجبي نحوها؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}. ويقول تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}.

ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَن المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ) رواه الإمام أحمد والترمذي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

وبناء على ذلك:

فيجب عليك أن تأمر أمك بالمعروف وتنهاها عن المنكر بأسلوب لطيف وحسن، وبدون فظاظة ولا غلاظة، وأن تكثر لها من الدعاء، واحذر أن تتحدَّث عنها أمام الآخرين من الأقارب وغيرهم، وأن تُحسِن صحبتها، وأن تذكر قول الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}. وأن تذكر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين}. ونسأل الله تعالى لك الثبات والصبر، والهداية لها. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

**      **      **

تاريخ المقال:

الخميس: 26/محرم/1433 هـ الموافق: 20/كانون الثاني/2011م