39 ـ من وصايا الصالحين: وصيَّةٌ عُمَرِيَّةٌ تُكتبُ بماءٍ من ذَهبٍ

  

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقولُ سيِّدُنا عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِفُضيلِ بنِ زيدٍ الرَّقاشيِّ:

لا يُلهِيَنَّكَ النَّاسُ عن ذاتِ نفسِكَ فإنَّ الأمرَ يَخلُصُ إليكَ دُونَهُم.

ولا تقطَعِ النَّهارَ بِكَيتَ وكَيتَ، فإنَّهُ محفوظٌ عليكَ ما قُلتَهُ.

ولم تَرَ شيئاً أحسنَ طَلَباً ولا أسرعَ إدراكاً من حَسَنَةٍ حديثةٍ لِذنبٍ قديمٍ. اهـ.

أيُّها الإخوة الكرام:

تذكَّروا قولَ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون﴾. وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾. هذا أولاً.

ثانياً: تذكَّروا قولَ اللهِ تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد﴾. وقوله تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾.

ثالثاً: تذكَّروا قولَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين﴾. وقولَ سيِّدِنا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» رواه  الإمام أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. اللَّهُمَّ وفِّقنا لذلك. آمين.

أخوكم أحمد النعسان

يرجوكم دَعوةً صالحةً

**    **     **

تاريخ المقال:

يوم الأربعاء 1 / شعبان / 1433هـ ، الموافق: 20 / حزيران / 2012م