40ـ من وصايا الصالحين: وصية القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني لمن أراد عزة النفس

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في كتاب أدب الدنيا والدين عن القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني رحمه الله تعالى قال:

يَــقُولونَ لِيْ فِـيْكَ انْــقِـبَاضٌ وَإِنَّما     ****     رَأَوا رَجلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا

أَرَى النَّاسَ مَن دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهمْ     ****     وَمَــنْ أَكْــرَمَتْهُ عِـزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا

وَلَمْ أَقْـضِ حَقَّ الـعِلْمِ إِنْ كـانَ كُلَّمَا     ****     بَــدَا طَــمَعٌ صَــيَّرْتُـهُ لِيَ سُــلَّــمَا

وَمَــا كُـلُّ بَـرْقٍ لاحَ لي يَــسْتَفِزُّنِي     ****     ولا كُلُّ مَــنْ لاقَيْتُ أَرْضَاهُ مُـنْعِمَا

إذا قِـيلَ: هذا مَنْهَلٌ قُلْـتُ قَدْ أَرَى     ****     وَلكِــنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْــتَمِلُ الـظَّمَا

أُنَهنِهُهَا عَـنْ بَـعْضِ مَا لا يَـشِيـنُهَا     ****     مَخــافةَ أَقْــوَالِ الــعِدا فِـيمَ أَوْ لِمَا

ولم أَبْتَذِلْ في خِدْمَةِ العِلْمِ مُـهْجَتِي     ****     لأَخْــدِمَ مَن لاقَيْتُ لكنْ لأُخْدَمَا

أَأَشْقَى بِهِ غَــرْسًا وَأَجْنِيــهِ ذِلَّــةً      ****     إِذاً فَاتِّــبَاعُ الجَهْلِ قَـدْ كانَ أَحْزَمَا

ولو أَنَّ أَهْـلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهَمْ     ****     ولو عَــظَّمُوهُ في النُّــفُوسِ لَعُظِّمَا

وَلَكِنْ أَهَانُــوهُ فَــهَانَ وَدَنَّـسُوا      ****     مُحَــيَّــاهُ بالأطمــاعَ حَتَّى تَجَهَّــمَا

أخوكم أحمد النعسان

يرجوكم دعوة صالحة بظهر الغيب

**    **     **

تاريخ المقال:

يوم الجمعة 1 / رمضان/ 1433هـ ، الموافق: 20 / تموز / 2012م