70ــ كلمة شهر ذي الحجة1433هـ: حقيقة الفرار إلى الله تعالى

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّكم لتعلمونَ أنَّ هذهِ الحياةَ الدُّنيا دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ، قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾. ومِمَّا لا شكَّ فيهِ بأنَّ المختَبَرَ والمبتَلَى لهُ هُمومٌ كثيرةٌ ومُتشعِّبةٌ، ولا ينجو أحدٌ من الناسِ من ذلكَ مهما كانت درجتُهُ، ومهما كانت منزلتُهُ.

والسُّؤالُ الذي يطرحُ نفسَهُ: لمن يلتجئُ الإنسانُ؟ ولمن يتوجَّهُ حتَّى يتخلَّصَ من هذهِ الهُمومِ؟ وعلى بابِ من يقِفُ؟

والجوابُ على ذلكَ نأخُذُهُ من كتابِ ربِّنا عزَّ وجلَّ، حيثُ يقولُ اللهُ تعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى الله إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِين﴾.

كيفَ يكونُ الفِرارُ إلى الله تعالى؟

أيُّها الإخوة الكرام: إذا أرهقَتنا الذُّنوبُ والخطايا فليسَ لنا سبيلٌ لِحَطِّ أثقالِ هذهِ الذُّنوبِ والخطايا إلا بابُ الله تعالى، حيثُ يُنادينا بقولِهِ تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾. ويقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وإذا أرهقَتنا المصائبُ والابتلاءاتُ والشَّدائدُ والمِحَنُ فليسَ لنا سبيلٌ إلا الفِرارُ إلى الله تعالى مع كَثرَةِ الدُّعاءِ، وخاصَّةً في وقتِ السَّحَرِ، لأنَّ ربَّنا عزَّ وجلَّ يُنادينا بقولِهِ في الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ».

ولكنِ السُّؤالُ الذي يطرحُ نفسَهُ: هل نَفِرُّ إلى الله تعالى وقتَ الحاجةِ فقط، فإذا وَصَلنا إلى بُغيتِنَا وحاجَتِنَا أعرَضْنا عن بابِ مولانا؟

فإذا كانَ هذا حالَ العبدِ، فهوَ حالُ العبدِ الأرعنِ الذي لا يرومُ من حاجتِهِ إلا قضاءَها.

أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ الفِرارَ الحقيقيَّ إلى الله تعالى لا يكونُ إلا بالاصطلاحِ مع الله تعالى، لا يكونُ إلا بإصلاحِ ما أفسدناهُ، لا يكونُ إلا بتقويمِ الطَّريقِ المعوَجِّ الذي سلكناهُ، إلا بالعودةِ إلى ذُلِّ العُبوديَّةِ بينَ يدَيِ الله تعالى في حالِ الغنى قبلَ الفقرِ، وفي حالِ الصِّحَّةِ قبلَ المَرَضِ، وفي حالِ الرَّفعِ قبلَ الخفضِ، وفي حالِ العِزِّ قبلَ الذُّلِّ.

إنَّ الفِرارَ إلى الله تعالى لا يكونُ إلا بالعودةِ إلى كتابِ الله تعالى، لا يكونُ إلا بتحليلِ الحلالِ، وتحريمِ الحرامِ، لا يكونُ إلا بالاقتداءِ بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أيُّها الإخوة الكرام: سعادةُ العبادِ وشقاوتُهُم بيدِ مولانا عزَّ وجلَّ، ولا يمكنُ أن يُحقِّقَ العبدُ السَّعادةَ، ويَتَخَلَّصَ من الشَّقاءِ، إلا بالفِرارِ إلى الله تعالى، ولا يكونُ الفِرارُ صحيحاً إلا من خلالِ قولِهِ تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾. ولا يكونُ الفِرارُ صحيحاً إلا بالإيمانِ والعملِ الصَّالِحِ، لا بِمُجرَّدِ الدُّعاءِ، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون﴾.

أيَّامٌ فيها نفحاتٌ، فهل من مُستغلٍّ لها؟

أيُّها الإخوة الكرام: لقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني في الأوسط عن محمد بن مسلمة رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ لِرَبِّكُم في أيَّامِ الدَّهرِ نفحاتٍ، فَتَعَرَّضوا لها، لَعَلَّ أحَدَكُم أن تُصيبَهُ نَفحَةٌ فلا يَشقى بعدَها أبداً».

فأمامَنا فرصةٌ قد لا تعودُ علينا، هذهِ الفرصةُ وتلكَ النَّفحةُ هيَ هذهِ الأيامُ واللَّيالي التي أقسمَ اللهُ تعالى بها بقولِهِ: ﴿وَالْفَجْر * وَلَيَالٍ عَشْر * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْر * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْر﴾.

وربُّنا عزَّ وجلَّ لا يُقسمُ إلا بعظيمٍ، وما أقسمَ ربُّنا عزَّ وجلَّ بهذهِ الأيامِ واللَّيالي إلا لِيُنوِّهَ لنا أهمِّيَّتَها، وهذا ما أوضحَهُ لنا سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بقولِهِ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ـ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ـ » قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، إِلَّا رَجُلاً خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

من هذهِ الأعمالِ الصَّالحةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: الأعمالُ الصَّالحةُ كثيرةٌ جدَّاً، منها ما يكونُ مُتعلِّقاً بالظَّاهرِ، ومنها ما يكونُ مُتعلِّقاً بالباطنِ، فهلَّا أكثرنا من الأعمالِ الصَّالحةِ الظَّاهرةِ والباطنةِ في هذهِ الأيَّامِ المباركةِ، لتكونَ دورةً تدريبيَّةً لنا، ولنستمرَّ عليها بعدَ ذلك، من أهمِّ هذهِ الأعمالِ الصَّالحةِ في هذهِ الأيَّامِ:

أولاً: سلامةُ الصَّدرِ من الحقدِ والغِلِّ والضَّغينةِ والبغضاءِ، ولقد وجَّهَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأمَّةَ إلى ذلكَ من خلالِ سيِّدِنا أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، حيثُ قال له: «يَا بُنَيَّ: إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ» ثُمَّ قَالَ له: «يَا بُنَيَّ: وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ» رواه الترمذي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

كما حذَّرَنا سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من هذهِ السَّخيمةِ التي تَحلِقُ دِينَ العبدِ، وذلكَ بقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ، الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ» رواه الإمام أحمد عن الزُّبَيْر بْن الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ثانياً: حبُّ الخيرِ للآخرين، وخاصَّةً المؤمنين، وذلكَ لقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. ولقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ الله، فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى الله أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ» رواه الطبراني في الكبير عن عبدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وقد حذَّرَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الإساءةِ للآخرينَ بكلِّ صُوَرِها وأشكالِها، فقد أخرج الإمام البخاري عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» ـ فَأَعَادَهَا مِرَارًا ـ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ».

وحذَّرَ من ذلكَ بقولِهِ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» رواه الإمام البخاري عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وحذَّرَ من ذلكَ بقولِهِ: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ثالثاً: الأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكرِ، وهذا على رأسِ الأعمالِ الصَّالحةِ، لأنَّهُ بالأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكرِ كانتِ الأمَّةُ خيرَ الأممِ، كما قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.

وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾. قَالَ: أَمَا واللهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «بَل ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحَّاً مُطَاعاً، وَهَوىً مُتَّبَعاً، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَع الْعَوَامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّاماً الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ».

خاتمةٌ نسألُ اللهَ تعالى حُسنها:

أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ الفِرارَ إلى الله تعالى مِمَّا نحنُ فيه من الشَّدائدِ والمِحَنِ لا يكونُ إلا بالاصطلاحِ مع الله تعالى، ولا يكونُ بِمُجرَّدِ الدُّعاءِ، فهل أقبلنا على الله تعالى في هذهِ الأيَّامِ مُصطلحينَ مع ربِّنا عزَّ وجلَّ، عائدينَ إلى أعتابِهِ حتَّى يُخرِجنا من هذا الضِّيقِ الذي حلَّ بالأمَّةِ.

اللَّهمَّ رُدَّنا إليك ردَّاً جميلاً، وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

 

أخوكم أحمد النعسان

يرجوكم دعوة صالحة

**    **     **

تاريخ المقال:

يوم الأربعاء   1 / ذو الحجة / 1433هـ ، الموافق: 17/تشرين الأول / 2012م