15ـ مع الحبيب المصطفى: لا تنس المعروف إن كنت قوياً

 

مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

15ـ لا تنس المعروف إن كنت قوياً

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

الوفاءُ خُلُقٌ رفيعٌ يَدُلُّ على قُوَّةِ الإيمانِ وعُمقِهِ، وطَهارَةِ النَّفسِ وسُمُوِّها، والالتِزامِ بأوامِرِ الله تعالى، حيثُ قال تعالى: ﴿وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾. فلا تنسَ فَضلَ الآخَرينَ عليكَ، لأنَّ الاعتِرافَ بالفَضلِ لأهلِ الفَضلِ من جملةِ مَكارِمِ الأخلاقِ.

وجاءَ في وَصايَا لُقمانِ الحكيمِ لولدِهِ: ثِنتَانِ لاتَذكُرْهُمَا أَبَدَاً: إِسَاءَةُ النَّاسِ إِليكَ، وإِحسَانُكَ إِلى النَّاسِ واثنَانِ لاتَنساهُمَا أَبَدَاً: اللهُ والدَّارُ الآخِرَة.

وقَد وَجَّهَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأمَّةَ لهذا الخُلُقِ فقال: «مَنْ لَمْ يَشْكُر النَّاسَ لَمْ يَشْكُر الله عَزَّ وَجَلَّ» رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. وقال: «مَنِ اسْتَعَاذَ بالله فأَعِيذُوهُ، ومنْ سَأَل بالله فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، ومَنْ صنَع إِلَيْكُمْ معْرُوفاً فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ به، فَادَعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُموهُ» حديِثٌ صَحِيحٌ، رواهُ أَبُو داود عن ابْن عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنْهُما.

عندما تكونُ قوِيَّاً لا تنسَ المعروفَ:

أيُّها الإخوة الكرام: الاعتِرافُ بالفَضلِ من مَكارِمِ الأخلاقِ، والوفاءُ لأهلِ الفَضلِ من شِيَمِ الرِّجالِ ومن قِمَمِ الأخلاقِ، لأنَّ الإنسانَ قد يَعتَرِفُ بالفَضلِ وهوَ ضَعيفٌ فقيرٌ، أمَّا عندما يكونُ قوِيَّاً غنِيَّاً فالاعتِرافُ بالفَضلِ يكونُ أعظمَ، وعلى كُلِّ حالٍ لا يعرِفُ الفَضلَ لأهلِ الفَضلِ إلا ذَووهُ.

كما جاء في الحديثِ الشريف الذي رواه ابن عساكر عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ عليَّاً كَرَّمَ اللهُ وجهَهُ دَخَلَ على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ جالِسٌ عن يَمينِ رسولِ الله، فَتَنَحَّى أبو بكرٍ عن مَكانِهِ وأجلَسَ عليَّاً كَرَّمَ اللهُ وجهَهُ بينَهُ وبينَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَتَهَلَّلَ وجهُ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرَحاً وسُروراً، وقال: «لا يَعرِفُ الفَضلَ لأهلِ الفَضلِ إلا أُولو الفَضلِ».

بَيعَةُ الأنصارِ لم ينسَها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لِنَتَعَلَّمْ من سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كيفَ يكونُ الوفاءُ لأهلِ الفَضلِ.

روى الإمام أحمد عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ في بيعةِ العَقَبَةِ الكُبرى: قلنا: يا رسولَ الله، عَلَامَ نُبَايِعُكَ؟

قَالَ: «تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي الله لَا تَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ يَثْرِبَ فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمْ الْجَنَّةُ».

وفي روايةٍ أخرى للإمام أحمد عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا ـ أي نِسَاءَنَا وأِهلَنَا، كَنَّى عَنهنَّ بالأُزرِ . وقيل: أرادَ أنفُسَنَا . وقد يُكنى عن النفْس بالإزار ـ  فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ الله، فَنَحْنُ أَهْلُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ ـ السِّلَاح ـ  وَرِثْنَاهَا كَابِراً عَنْ كَابِرٍ.

فَاعْتَرَضَ الْقَوْلَ وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرِّجَالِ حِبَالاً ـ عُهوداً ـ وَإِنَّا قَاطِعُوهَا فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟

فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «بَل الدَّمَ الدَّمَ ـ أي أنَّكُم تُطْلَبُونَ بدَمي وأطْلَبُ بِدَمِكُم، ودَمِي ودَمُكُم شيءٌ واحدٌ ـ وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ ـ أي القَبْر، يَعْنِي إنِّي أُقْبَرُ حَيْث تُقْبَرُون . وقيل: هو المَنْزِلُ: أي مَنْزِلُكُم مَنْزِلي ـ أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ».

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: في ظاهِرِ الأمرِ، الأنصارُ رَضِيَ اللهُ عنهُم أصحابُ فَضلٍ في هذهِ البَيعَةِ ـ وإن كانتِ الحقيقةُ أنَّ فَضلَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عليهِم وعلى الخلقِ جميعاً ـ فسيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَفِظَ لهُم هذا، وكانَ وَفِيَّاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للأنصارِ.

أعظمُ خُطبةٍ في تاريخِ البَشَرِيَّةِ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: كانت غزوةُ حُنَينٍ عامَ ثَمانِيَةٍ للهِجرةِ عَقِبَ فَتحِ مكَّةَ مُباشَرَةً، وكانت تُعَدُّ من أعظَمِ وأكبَرِ المعارِكِ التي خاضَها المسلمونَ وأكثَرِها خُطورةً، واجَهَ المسلمونَ فيها صُعوباتٍ شَديدةً، ومَواقِفَ عسيرَةً، وفيها نَزَلَ قَولُ الله تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين * ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين﴾.

في هذهِ الغَزوةِ غَنِمَ المسلمونَ مَغانِمَ كثيرةً، وقامَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِتَوزيعِها في قُرَيشٍ وفي قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يُعطِ الأنصارَ منها شيئاً، وهنا وَجَدَ الأنصارُ رَضِيَ اللهُ عنهُم في نُفوسِهِم شيئاً، حتَّى كَثُرَتِ المَقالَةُ:

وقالَ قائِلُهُم: لَقِيَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ. وفي روايةٍ لأبي إسحاق زادَ فيها: فَيَغفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ يُعطِي قُرَيشَاً وَيَترُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقطُرُ دَمَاً.

فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ، قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَاماً فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِن الْأَنْصَارِ شَيْءٌ.

قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟»

قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي، وَمَا أَنَا؟

قَالَ: فاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ.

قَالَ: فَجَاءَ رِجَالٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ، فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ.

فَقَالَ: قَد اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِن الْأَنْصَارِ.

قَالَ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ ـ غَضبةٌ ـ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالاً فَهَدَاكُمْ اللهُ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللهُ، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ؟» قَالُوا: بَل اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ.

قَالَ: «أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ؟».

قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ الله، ولله وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ؟

قَالَ: «أَمَا والله لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّباً فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيداً فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلاً فَأَغْنَيْنَاكَ، أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِن الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْماً لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟

أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ؟

فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْباً وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْباً لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَم الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ».

قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ الله قِسْماً وَحَظَّاً، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقْنَا. رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: هذا هوَ الوفاءُ من سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لأصحابِهِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُم، وخاصَّةً للأنصارِ رَضِيَ اللهُ عنهُم الذينَ بايَعوهُ بالشُّروطِ التي ذَكَرُوهَا، فَحَفِظَ لهُم سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هذهِ البَيعَةَ، ولم يَغضَب عليهِم بِسَبَبِ مَقالَتِهِم.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إنَّ الوفاءَ من كَرائِمِ طِباعِ الرِّجالِ، والنُّفوسُ الكريمةُ تعرِفُ لأهلِ الفَضلِ فَضلَهُم، ولأهلِ الإحسانِ إحسانَهُم، يقولُ تعالى: ﴿هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَان﴾.

أسألُ اللهَ تعالى أن يُوَفِّقَنا للتَّخَلُّقِ بأخلاقِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأن نحفَظَ الوُدَّ والمعروفَ لأهلِ الوُدِّ والمعروفِ، وأن نكونَ من أهلِ الوفاءِ لأصحابِ الفَضلِ في سائِرِ أحوالِنا. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 3/جمادى الأولى /1434هـ، الموافق: 14/آذار / 2013م