86ـ كلمة شهر ربيع الثاني 1435هـ: تَطَلَّعوا إلى أمَلٍ مُزهِرٍ وغَدٍ مُشرِقٍ

 

  86ـ كلمة شهر ربيع الثاني 1435هـ: تَطَلَّعوا إلى أمَلٍ مُزهِرٍ وغَدٍ مُشرِقٍ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد أقامَ اللهُ تعالى نِظامَ العالَمِ على سِرٍّ عَجيبٍ، جَعَلَهُ يَسري في كُلِّ جُزءٍ وفي كُلِّ ذَرَّةٍ من ذَرَّاتِ الوُجودِ، ذلكَ السِّرُّ هوَ الحَياةُ، الحَياةُ المَوسومَةُ بالحَرَكَةِ، والنَّشاطِ، والتَّغييرِ، والتَّدَفُّقِ، المُفعَمَةُ بالأمَلِ العَذْبِ، حيثُ يَستَظِلُّ النَّاسُ من لَفحِ الواقِعِ، ويَتَطَلَّعونَ إلى ألَقِ المُستَقبَلِ، فَيَرَونَ في الظَّلمَةِ أوَّلَ بَشائِرِ النُّورِ، وفي اللَّيلِ مُقَدِّمَةَ الإصباحِ، ويَقرَؤونَ من رُسومِ الجدبِ مَعاني الخَصبِ القادِمِ، فإذا بالأرضِ المَيتَةِ بَعدَما ذَوَت أزهارُها، وغاصَت يَنابيعُها، وتَحَوَّلَت قاعاً صَفصَفاً، ومَواتاً لا حَياةَ فيها، تَعودُ جَنَّاتٍ خُضراً، ومُروجاً حَيَّةً تَملأُ النُّفوسَ بالبَهجَةِ والحَياةِ، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرَّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً﴾.

هكذا تَنبَعِثُ الحَياةُ من قَلبِ المَواتِ، ويُولَدُ الأمَلُ من رَحِمِ القُنوطِ، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيد﴾.

لقد غابَ الغَيثُ، وانقَطَعَ المَطَرُ، وَوَقَفَ العِبادُ عاجِزينَ عن سَبَبِ الحَياةِ الأوَّلِ، الماءِ، وأدرَكَهُمُ البَأسُ والقُنوطُ، ثمَّ يُنزِلُ اللهُ تعالى الغَيثَ ويُسعِفُهُم بالمَطَرِ فَتَحيا الأرضُ، ويَخضَرُّ اليابِسُ، ويُلَطَّفُ الجَوُّ، وتَنطَلِقُ الحَياةُ، ويَدِبُّ النَّشاطُ، وتَنفَرِجُ الأساريرُ، وتَتَفَتَّحُ القُلوبُ، ويَنبِضُ الأمَلُ، ويَفيضُ الرَّجاءُ، وما بَينَ القُنوطِ والرَّحمَةِ إلا لَحَظاتٌ، قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُم قَدْ كُذِبُوا جَاءهُمْ نَصْرُنَا﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: ما أحوَجَنا إلى الأمَلِ الغامِرِ المُتَدَفِّقِ ونَحنُ نَعيشُ لَحَظاتٍ إنسانِيَّةً صَعبَةً جِدَّاً، حَنيناً إلى مَفقودينَ، وإشفاقاً على مَأسورينَ، وحُزناً وكَمَداً على دِماءٍ تُسفَكُ، وبُيوتٍ تُهَدَّمُ، وأموالٍ تُسلَبُ، وظُلمٍ ما كانَ يَخطُرُ بِبالٍ، لقد بَعُدَتِ الشُّقَّةُ، وطالَ العَهدُ، ولكنَّ شُعاعَ الأمَلِ والثِّقَةَ بالله العَظيمِ يَجِبُ أن يَظَلَّ ساطِعاً يُبَدِّدُ ظُلُماتِ اليَأسِ والقُنوطِ.

عَلَيكُم بِتَقوى الله عزَّ وجلَّ:

أيُّها الإخوة الكرام: يا من ضاقَت صُدورُكُم، يا من بَكَت قُلوبُكُم بَعدَ عُيونِكُم، يا من كِدتُم أن تَموتوا حُزناً وكَمَداً على ما يَجري في بَلَدِنا ـ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله العَلِيِّ العَظيمِ ـ عَلَيكُم أن تَتَوَكَّلوا على الله تعالى، وأنتُم تَتَذَكَّرونَ قَولَهُ تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.

عَلَيكُم بِتَقوى الله عزَّ وجلَّ، وأنتُم تَتَذَكَّرونَ قَولَهُ تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: عَلَيكُم بالاستِغفارِ فهوَ مِفتاحُ النِّعَمِ ومِفتاحُ الفَرَجِ وكَشفِ الغُمَّةِ، وأنتُم تَتَذَكَّرونَ قَولَهُ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون﴾. وأنتُم تَتَذَكَّرونَ قَولَهُ تعالى حِكايَةً عن سيِّدِنا نوحٍ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً * مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لله وَقَاراً﴾. وأنتُم تَتَذَكَّرونَ قَولَ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» رواه أبو داود وابن ماجه عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

وأكثِروا من قَولِ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، فهيَ كَنزٌ من كُنوزِ الجَنَّةِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ ـ أَوْ قَالَ: عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ـ»

فَقُلْتُ: بَلَى.

فَقَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله».

وأكثِروا من دُعاءِ سيِّدِنا يونُسَ عَلَيهِ السَّلامُ عِندَما كانَ في بَطنِ الحُوتِ: ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين﴾.

وانظُروا بَعدَ ذلكَ إلى عِظَمِ النَّتائِجِ.

تَطَلَّعوا إلى أمَلٍ مُزهِرٍ وغَدٍ مُشرِقٍ:

أيُّها الإخوة الكرام: تَطَلَّعوا إلى أمَلٍ مُزهِرٍ وغَدٍ مُشرِقٍ، عَلِّلوا أنفُسَكُم بالآمالِ، ما أضيَقَ العَيشَ لولا فُسحَةُ الأمَلِ، وتَوَسَّلوا إلى الله تعالى بِصالِحِ الأعمالِ، وخاصَّةً بِبِرِّ الوالِدَينِ.

بِرُّ الوالِدَينِ سَبَبٌ لِتَفريجِ الكُرُباتِ:

أيُّها الإخوة الكرام: بِرُّ الوالِدَينِ سَبَبٌ لِتَفريجِ الكُرُباتِ، واسمَعوا إلى حَديثِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي رواه الشَّيخان عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ أَخَذَهُم الْمَطَرُ فَأَوَوا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِن الْجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ.

فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالاً عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لله فَادْعُوا اللهَ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ.

فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَامْرَأَتِي وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللهُ مِنْهَا فُرْجَةً فَرَأَوا مِنْهَا السَّمَاءَ».

هَيَّا إلى بِرِّ الوالِدَينِ:

يا أيُّها الأبناءُ، يا أيُّها الشَّبابُ، هَيَّا إلى بِرِّ الوالِدَينِ، رَجاءَ أن يَكشِفَ اللهُ تعالى عنَّا هذهِ الغُمَّةَ، هَيَّا إلى بِرِّ الوالِدَينِ، لأنَّ بِرَّ الوالِدَينِ آثارُهُ حَميدَةٌ في الدُّنيا والآخِرَةِ.

أولاً: لقد أمَرَنا اللهُ تعالى بِبِرِّهِما والإحسانِ إلَيهِما، فقال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾. وقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير﴾.

ثانياً: نَهى عن عُقوقِهِما في أعظَمِ حالٍ يَشُقُّ على الوَلَدِ بِرُّهُما فيهِ، فقال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾.

يا أيُّها الأبناءُ: حينَ بُلوغِ الوالِدَينِ الكِبَرَ يَكونُ الضَّعفُ البَدَنِيُّ والفِعلِيُّ منهُما، ورُبَّما وَصَلا ـ لا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ إلى أرذَلِ العُمُرِ الذي هوَ سَبَبٌ للضَّجَرِ والمَلَلِ منهُما، وفي حالٍ كهذهِ نَهى اللهُ تعالى الوَلَدَ أن يَتَضَجَّرَ أقَلَّ تَضَجُّرٍ من والِدَيهِ، وأمَرَهُ أن يَقولَ لهُما قَولاً كَريماً.

ثالثاً: بِرُّ الوالِدَينِ من أحَبِّ الأعمالِ إلى الله تعالى، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري عن عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى الله؟

قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا».

قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟

قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ».

قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟

قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله».

رابعاً: عَلَيكَ بالإحسانِ لِوالِدَيكَ مهما أساءَا إلَيكَ، وأنتَ تَتَذَكَّرُ قَولَ الله تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾. لا طَاعَةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الخالِقِ جَلَّ وعَلا إن أمَرا بِها ـ لا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ معَ مُصاحَبَتِهِما بالمَعروفِ والإحسانِ إلَيهِما.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: يا من ضاقَت صُدورُهُم بِسَبَبِ هذا الكَربِ العَظيمِ، عَلَيَّ وعَلَيكُم بِبِرِّ الوالِدَينِ والإحسانِ إلَيهِما، فإنَّ في ذلكَ تَفريجاً لما نَحنُ فيهِ بإذنِ الله تعالى، وهوَ سَبَبٌ لِكَشفِ الغُمَّةِ عنَّا إن شاءَ اللهُ تعالى.

اللَّهُمَّ وَفِّقنا لذلكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ. آمين.

**        **     **

تاريخ المقال:

السبت: 1/ربيع الثاني/1435هـ، الموافق: 1/شباط/ 2013م