طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ».
وَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾.
ثانياً: يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَاً، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَيَجِبُ عَلَيْكَ تَقْدِيمُ النُّصْحِ للسَّارِقِ، وَأَنْ تَأْمُرَهُ بِالتَّوْبَةِ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِإِعَادَةِ الحُقُوقِ لِأَصْحَابِهَا، فَإِنْ أَبَى وَأَصَرَّ، وَجَبَ عَلَيْكَ شَرْعَاً أَنْ تُعْلِمَ صَاحِبَ الشَّرِكَةِ، وَإِلَّا فَأَنْتَ آثِمٌ.
أَعْلِمْ صَاحِبَ الشَّرِكَةِ بِطَرِيقَةٍ خَفِيَّةٍ، وَلَا يُشْتَرَطُ أَنْ تُظْهِرَ نَفْسَكَ أَنَّكَ المُبَلِّغُ، وَإِلَّا فَصَرِّحْ بِنَفْسِكَ.
وَأَمَّا السَّتْرُ عَلَى المُسْلِمِ، إِنَّمَا يَجِبُ سَتْرُهُ إِذَا تَابَ إلى اللهِ تعالى، وَأَمَّا إِذَا كَانَ مُصِرَّاً عَلَى المَعْصِيَةِ وَالسَّرِقَةِ فَسَتْرُهُ عَوْنٌ لَهُ عَلَى المَعْصِيَةِ، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. وَمَنْ سَكَتَ عَنِ السَّارِقِ فَهُوَ عَاصٍ كَالسَّارِقِ.
أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَرُدَّنَا إلى دِينِهِ رَدَّاً جَمِيلَاً. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |