طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
هَذَا المُوَظَّفُ المُرْتَشِي خَلَطَ مَالَهُ الحَلَالَ بِالحَرَامِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، وَعَرَّضَ نَفْسَهُ لِخَطَرٍ عَظِيمٍ أَلَا وَهُوَ اللَّعْنَةُ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالمُرْتَشِيَ» رواه الإمام أحمد.
وَعِنْدَمَا خَلَطَ الحَلَالَ بِالحَرَامِ صَارَ في مَالِهِ شُبْهَةٌ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» رواه الإمام مسلم.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالاسْتِقْرَاضُ مِنْ هَذَا المُوَظَّفِ ـ مِنْ حَيْثُ الفَتْوَى ـ جَائِزٌ مَكْرُوهٌ؛ لِأَنَّ مَالَهُ فِيهِ شُبْهَةٌ بِسَبَبِ اخْتِلَاطِهِ مَعَ الحَلَالِ، وَلَكِنْ أَنْصَحُ ـ مِنْ حَيْثُ التَّقْوَى ـ بِعَدَمِ الاسْتِقْرَاضِ مِنْهُ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ» رواه الإمام مسلم. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |