طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
الأَجَلُ في الدَّيْنِ يَبْطُلُ بِمَوْتِ المَدِينِ، وَيُصْبِحُ الدَّيْنُ المُؤَجَّلُ حَالًّا، وَذَكَرَ الفُقَهَاءُ أَنَّ المَوْتَ إِنْ كَانَ حَقِيقِيًّا أَمْ حُكْمِيًّا بِحُلُولِهِ يَحِلُّ الأَجَلُ وَتَنْتَهِي المُدَّةُ.
وَيُصْبِحُ المَالُ المَتْرُوكُ مُعَيَّنًا لِقَضَاءِ الدُّيُونِ قَبْلَ اقْتِسَامِهِ، فَتُسَدَّدُ الدُّيُونُ المُتَرَتِّبَةُ عَلَى المَدِينِ، وَإِذَا بَقِيَ شَيْءٌ مِنَ المَالِ يَقْتَسِمُهُ الوَرَثَةُ.
لِأَنَّهُ لَو لَمْ يَحِلَّ الأَجَلُ لَلَزِمَ تَمْكِينُ الوَرَثَةِ مِنِ اقْتِسَامِ المِيرَاثِ، وَهَذَا بَاطِلٌ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ [النساء: 11].
وَإِذَا صَارَ الدَّيْنُ حَالًّا وَطَلَبَ المَدِينُ مِنَ الدَّائِنِ أَنْ يَضَعَ عَنْهُ شَيْئًا مِنَ الدَّيْنِ فَلَا حَرَجَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، وَكَذَلِكَ لَو قَالَ الدَّائِنُ للمَدِينِ: ادْفَعْ مَا هُوَ مُتَرَتِّبٌ عَلَيْكَ وَأُسْقِطُ عَنْكَ كَذَا مِنَ الدَّيْنِ، فَلَا حَرَجَ فِيهِ مَا دَامَ الدَّيْنُ قَدْ حَلَّ أَجَلُهُ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
بِمَوْتِ المَدِينِ حَلَّ الأَجَلُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَّفِقَ الدَّائِنُ مَعَ وَرَثَةِ المَدِينِ في الحَطِّ مِنَ الدَّيْنِ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، وَلَا حَرَجَ في ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |