طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يقول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف: 50]، فأثبت الله تعالى بنصِّ القرآن الكريم أن إبليس كان من الجن قبل صدور الأمر للملائكة.
ثانياً: يقول الله تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّار * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّار} [الرحمن: 14ـ15]. وفي الحديث الشريف: (خُلِقَتْ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ) رواه مسلم. فصفة إبليس الخلقية من نار، لأنه من الجن، والملائكة خلقت من نور.
ثالثاً: يقول الله تعالى في حقِّ الملائكة: {لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون} [التحريم: 6]، وإبليس لو كان من الملائكة لما عصى.
وبناء على ذلك:
فإبليس من عالم الجنِّ بنصِّ القرآن العظيم، وصفته الخَلْقية من نار، والملائكة من نور، وصفة الملائكة الخُلُقية أنهم لا يعصون، وهو قد عصى، ويقول سيدنا الحسن البصري رضي الله عنه: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |