طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالإِبْرَاءُ نَوْعٌ مِنَ الإِحْسَانِ، قَالَ اللهُ تعالى: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾.
وَاتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الدُّيُونَ الثَّابِتَةَ في الذِّمَمِ يَجْرِي فِيهَا الإِبْرَاءُ، فَإِذَا حَصَلَ الإِبْرَاءُ فَقَدْ بَرِئَتْ ذِمَّةُ المَدينِ، وَسَقَطَ حَقُّ الدَّائِنِ، وَلَا يَبْقَى لَهُ حَقٌّ في المُطَالَبَةِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَمَا دُمْتَ أَسْقَطْتَ حَقَّكَ عَنِ المَدِينِ، فَلَيْسَ لَكَ الرُّجُوعُ عَنِ الإِبْرَاءِ، لِأَنَّ مَا كَانَ لَكَ سَقَطَ بِالإِبْرَاءِ، وَالسَّاقِطُ لَا يَعُودُ، وَلَا بَقَاءَ للدَّيْنِ بَعْدَ الإِسْقَاطِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |