طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ لَيْلَى ابْنَةِ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةِ قَالَتْ: كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ وَفَاتِهَا، وَكَانَ أَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْحِقَاءَ، ثُمَّ الدِّرْعَ، ثُمَّ الْخِمَارَ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةَ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ بَعْدُ فِي الثَّوْبِ الْآخِرِ.
قَالَتْ: وَرَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْبَابِ مَعَهُ كَفَنُهَا يُنَاوِلُنَاهُ ثَوْباً ثَوْباً.
واتَّفَقَ الفُقَهاءُ من أصحابِ المَذاهِبِ الأربَعَةِ على أنَّ المَرأةَ تُكَفَّنُ في خَمسَةِ أثوابٍ، إزارٌ وخِمارٌ وقَميصٌ ولِفافَتانِ، فالإزارُ يُستَرَ بهِ العَورَةُ، وخِمارٌ يُغَطَّى به الرَّأسُ، وقَميصٌ، ولِفافَتانِ.
وبناء على ذلك:
فَكَفَنُ المَرأةِ يَكونُ في خَمسَةِ أثوابٍ، واحِدٌ لِسَترِ العَورَةِ، والثَّاني لِسَترِ الرَّأسِ، ثمَّ القَميصُ، ثمَّ لِفافَتانِ تُلَفُّ بِهِما، لأنَّ المَرأةَ تَزيدُ على الرَّجُلَ في السَّترِ لِزِيادَةِ عَورَتِها على عَورَتِهِ في حالِ حَياتِها، وبَعدَ مَوتِها. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |