طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّ البَيْعَ الفَاسِدَ وَالبَاطِلَ عِنْدَهُمْ سَوَاءٌ، فَكَمَا أَنَّ البَيْعَ البَاطِلَ لَا يُفِيدُ الحُكْمَ، فَكَذَلِكَ الفَاسِدُ لَا أَثَرَ لَهُ عِنْدَهُمْ، فَالبَاطِلُ وَالفَاسِدُ عِنْدَهُمْ لَيْسَ مَشْرُوعَاً بِأَصْلِهِ وَلَا بِوَصْفِهِ، وَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَثَرٌ، وَلَا يَنْعَقِدُ بِهِ العَقْدُ، فَهُوَ كَالمَعْدُومِ.
وَخَالَفَ في ذَلِكَ الحَنَفِيَّةُ وَقَالُوا بِأَنَّ البَيْعَ قَدْ يَكُونُ فَاسِدَاً، وَهُوَ مَا كَانَ مَشْرُوعَاً أَصْلَاً لَا وَصْفَاً، وَهَذَا البَيْعُ يَحْرُمُ الإِقْدَامُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ المُتَصَرِّفُ عَالِمَاً بِفَسَادِهِ.
وَمِنْ أَمْثِلَةِ البَيْعِ الفَاسِدِ:
1ـ بَيْعٌ سُكِتَ فِيهِ عَنِ الثَّمَنِ، حَيثُ لَا يُذْكَرُ الثَّمَنُ أَثنَاءَ العَقْدِ وَإِنَّمَا يُذكَرُ فِيمَا بَعدُ.
2ـ بَيْعُ اللَّبَنِ في الضَّرْعِ، وَالصُّوفِ على الظَّهْرِ، وَالسَّمَكِ في المَاءِ.
3ـ بَاعَ عَيْناً على أَنْ يُسَلِّمَهَا بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَنِ، بِاسْتِثْنَاءِ بَيْعِ السَّلَمِ.
4ـ بَاعَهُ سِلْعَةً بِشَرْطِ القَرْضِ.
5ـ بَيْعُ الثَّمَرَ على النَّخْلِ بِتَمْرٍ على الأَرْضِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |