طباعة |
الحمد لله رب وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك وشرح صدرك للإسلام، ونرجو الله عز وجل لنا ولك الحفظ والسلامة، وأن يبعد عنا وعنك الأصحاب الأشرار الذين يزينون المعاصي لشبابنا اليوم. فكن على حذر من صحبة الأشرار وعليك بصحبة الأخيار. هذا أولاً.
ثانياً: عليك أن تحصي الأيام التي أفطرتها في أشهر رمضان الماضية، وكذلك عدد الصلوات التي فاتتك، فإذا لم تستطع إحصاء الأيام وعدد الصلوات، فغلِّب الظن، وقدِّر عدد الأيام التي أفطرتها، وعدد الصلوات التي فاتتك.
فإذا قدَّرت عدد الأيام فصم عن كل يوم أفطرته يوماً مكانه، ولا يشترط التتابع في هذه الحالة، بل يجوز أن تقضي هذه الأيام متفرقة، ثم بعد ذلك صم ستين يوماً متتالية، وذلك كفارة عن إفطارك في شهر رمضان من غير رخصة ولا عذر، وبإمكانك أن تجعل صيام الكفارة في فصل الشتاء هذا، لأن النهار قصير، وإن شاء الله ربنا يعينك على ذلك.
أما بالنسبة للصلوات التي فاتتك، فأحصها إذا كان هذا بإمكانك كما قلت لك، وإلا غلِّب ظنك واقض مع كل صلاة حاضرة وقتاً أو وقتين، واجعل القضاء مكان السنن، وعليك كذلك قضاء صلاة الوتر.
وأرجو الله عز وجل أن يعينك على ذلك، ونسأله أن يتقبل منك، وأبارك لك صدق نيتك، وأبشرك بقول الله عز وجل: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا}. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |