السؤال :
مَا هُوَ القَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّ يَزِيدَ بْنِ سَيِّدِنا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10842
 2020-12-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

القَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّ يَزِيدَ، هُوَ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

القَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّ يَزِيدَ، هُوَ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾.

القَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّ يَزِيدَ، هُوَ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾. وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

القَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّ يَزِيدَ، هُوَ قَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ، وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِئِهِمْ» رواه الترمذي وأبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَحَاسِنُ فَلْنَلْتَزِمْ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالقَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّ يَزِيدَ وَغَيْرِهِ: حِسَابُنَا وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ تعالى.

وَيَا حَبَّذَا لَو فَكَّرَ الوَاحِدُ مِنَّا في نَفْسِهِ، وَمَا هُوَ القَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّ أَنْفُسِنَا؟ هَلْ نَحْنُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ أَمْ لَا؟ قَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

فَكِّرْ يَا أَيُّهَا السَّائِلُ الكَرِيمُ، مَا هُوَ القَوْلُ الفَصْلُ في حَقِّكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ الآخَرِينَ.

وَرَحِمَ اللهُ تعالى الإِمَامَ الشَّافِعِيَّ إِذْ يَقُولُ:

لِسَانَكَ لَا تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ   ***   فَـكُلُّكَ عَوْرَاتٌ وَللنَّاسِ أَلْسُنُ

وَعَيْنُكَ إِنْ أَبْـدَتْ إِلَيْكَ مَعَايِبَاً   ***   فَصُنْهَا وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ

هذا، والله تعالى أعلم.