السؤال :
إِنْسَانٌ نَذَرَ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءَاً مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَلَكِنْ بِسَبَبِ ظُرُوفٍ قَاهِرَةٍ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفِيَ بِنَذْرِهِ، فَمَاذَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10008
 2019-11-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءَاً مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَجَبَ عَلَيْهِ الوَفَاءُ بِالنَّذْرِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ» رواه الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

ثانياً: مَنْ عَجَزَ عَنْ وَفَاءِ النَّذْرِ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَذَلِكَ لِمَا رواه الإمام مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ».

وَهِيَ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ مِقْدَارَ صَدَقَةِ الفِطْرِ؛ وَمَنْ كَانَ فَقِيرَاً يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَقْرَأَ في كُلِّ يَوْمٍ جُزْءَاً مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَجَبَ عَلَيْهِ الوَفَاءُ، لِأَنَّ قِرَاءَتَهُ مِنْ أَجَلِّ القُرُبَاتِ وَأَعْظَمِهَا.

وَإِنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ بِسَبَبِ ظُرُوفٍ قَاهِرَةٍ، فَعَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ. هذا، والله تعالى أعلم.