السؤال :
مَا الحِكْمَةُ مِنْ إِخْفَاءِ وَقْتِ يَوْمِ القِيَامَةِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11727
 2022-01-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْلَمْ مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ، وَقَدْ قَالَ لِسَيِّدِنَا جِبْرِيلَ: «مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَمِنَ الحِكْمَةِ إِخْفَاءُ وَقْتِهَا، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَهُ اللهُ تعالى مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، مُبَشِّرًا بِالجَنَّةِ لِأَهْلِ الطَّاعَةِ، وَمُنْذِرًا بِالنَّارِ لِأَهْلِ المَعْصِيَةِ.

وَالإِنْذَارُ بِالسَّاعَةِ لَا تَتِمُّ الفَائِدَةُ مِنْهُ إِلَّا بِإبْهَامِ وَقْتِهَا، لِيَخْشَى أَهْلُ كُلِّ زَمَانٍ إِتْيَانَهَا فِيهِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَقَدْ أَخْفَى اللهُ تعالى عَلَيْنَا وَقْتَ قِيَامِ السَّاعَةِ حَتَّى نَكُونَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ في سَائِرِ أَحْوَالِنَا، كَمَا أَخْفَى اللهُ تعالى عَلَيْنَا سَاعَةَ انْتِهَاءِ آجَالِنَا، لِنَكُونَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاسْتِقْبَالِ نِهَايَةِ آجَالِنَا وَنَحْنُ عَلَى طَاعَةٍ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمُلْتَزِمُونَ قَوْلَهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

وَقَدْ أَخْفَاهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنَّا وَأَخْفَى نِهَايَةَ آجَالِنَا، لِيَهُونَ عَلَيْنَا فِعْلُ الطَّاعَاتِ، وَتَرْكُ المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ. هذا، والله تعالى أعلم.