السؤال :
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ نَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ؟ لِأَنَّهُ يُعْتَقُ مِنْهَا مَنْ دَخَلَهَا، فَهَلْ مَنْ يَدْعُوا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَطْلُبَ العِتْقَ مِنْهَا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11071
 2021-03-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ». فَهَؤُلَاءِ الذينَ يُعْتِقُهُمُ اللهُ تعالى مِنَ النَّارِ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي رَمَضَانَ هَلْ كَانُوا في النَّارِ؟

وَجَاءَ في صَحِيحِ الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوَاً مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيَجُوزُ أَنْ يَدْعُوَ الإِنْسَانُ بِقَوْلِهِ اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ، وَأَمَّا قَوْلُ القَائِلِ: لِأَنَّهُ يُعْتَقُ مِنْهَا مَنْ دَخَلَهَا، فَهَلْ مَنْ يَطْلُبُ العِتْقَ مِنَ النَّارِ هُوَ مِن أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَطْلُبَ العِتْقَ مِنْهَا؟ هَذَا الكَلَامُ غَيْرُ صَحِيحٍ.

وَمِمَّا يُؤَكِّدُ هَذَا، مَا رواه الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَنْتَ عَتِيقُ اللهِ مِنَ النَّارِ» فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقَاً.

هَلْ سَيَدْخُلُ الصِّدِّيقُ النَّارَ ثُمَّ يُعْتِقُهُ اللهُ مِنْهَا؟ هذا، والله تعالى أعلم.