السؤال :
هَلْ يَجُوزُ اخْتِلَاطُ الرِّجَالِ مَعَ النِّسَاءِ الأَقَارِبِ أَثْنَاءَ الزِّيارَاتِ بِسَبَبِ ضِيقِ المَنْزِلِ، مَعَ المُحَافَظَةِ عَلَى الحِشْمَةِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11366
 2021-07-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾.

وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا».

وروى أبو داود عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ (أَيْ: تَسِرْنَ وَسَطَهَا) عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ.

وروى الشيخان عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ».

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟

قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ»

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالاخْتِلَاطُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ الأَجَانِبِ سَوَاءٌ أَكَانُوا أَقَارِبَ أَمْ أَبَاعِدَ لَا يَجُوزُ شَرْعًا خَشْيَةَ الفِتْنَةِ، وَكَمْ مِنْ بُيُوتٍ خُرِّبَتْ بِسَبَبِ هَذَا الاخْتِلَاطِ، حَيْثُ النَّظَرُ وَالكَلَامُ وَالشَّيْطَانُ يَلْعَبُ بِدَاخِلِ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ، وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، وَمَا أَكْثَرَ الحَوَادِثَ التي وَقَعَتْ وَيَنْدَى لَهَا الجَبِينُ مِنْ جَرَّاءِ الاخْتِلَاطِ؛ وَالذي يُنْكِرُ هَذَا جَاهِلٌ في وَاقِعِهِ.

وَالبَيْتُ مَهْمَا كَانَ ضَيِّقًا يُوجَدُ فِيهِ غُرْفَتَانِ عَلَى الأَقَلِّ، فَلْيَكُنِ الرِّجَالُ مَعَ الرِّجَالِ، وَالنِّسَاءُ مَعَ النِّسَاءِ، وَإِذَا كَانَ غُرْفَةً وَاحِدَةً فَلْيُخَصَّصْ يَوْمٌ للرِّجَالِ، وَيَوْمٌ للنِّسَاءِ. هذا، والله تعالى أعلم.