السؤال :
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ طُولَ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يُحْشَرُ يَوْمَ القِيَامَةِ سِتُّونَ ذِرَاعًا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11397
 2021-08-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ (عَرَقُهُمْ) المِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ الأَنْجُوجُ (العُودُ الذي يَتَبَخَّرُ بِهِ العُودُ الهِنْدِيُّ) عُودُ الطِّيبِ وَأَزْوَاجُهُمُ الحُورُ العِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ».

أُمُورُ الآخِرَةِ مِنْ أُمُورِ الغَيْبِ التي يَجِبُ الإيمَانُ بِمَا ثَبَتَ مِنْهَا في الوَحْيِ، وَعَدَمُ التَّقَوُّلِ فِيمَا لَمْ يَثْبُتْ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا تَطْلُبِ التَّحْقِيقَ في أُمُورِ الآخِرَةِ، وَيُقَالُ لِمَنْ سَأَلَ عَنْ هَذَا: سَتُرَدُّ إلى الآخِرَةِ، فَتَعَلَمُ الحَقَائِقَ؛ وَقَدْ جَاءَ عَنْ طَرِيقِ الحَبِيبِ الأَعْظَمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّاسَ في الجَنَّةِ أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَعَلَى طُولِ أَبِيهِمْ سَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، سِتُّونَ ذِرَاعًا.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.