الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ أَمَرَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالصِّدْقِ، وَحَذَّرَنَا مِنَ الكَذِبِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

كَمَا حَذَّرَنَا مِنَ الغِشِّ وَالخَدِيعَةِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَقَالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ» رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الخَدِيعَةُ فِي النَّارِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِنَّ مَا تَفْعَلُهُ هَذِهِ العَائِلَةُ الفَقِيرَةُ حَرَامٌ شَرْعًا، لِمَا فِيهِ مِنَ الكَذِبِ وَالغِشِّ وَالخَدِيعَةِ؛ وَهَؤُلَاءِ فُقَرَاءُ في دِينِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ في دُنْيَاهُمْ، فَعَلَيْهِمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالتَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ، وَطَلَبِ الاسْتِحْلَالِ مِنْ أَصْحَابِ المَعُونَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.