السؤال :
لِي صَدِيقٌ نَصْرَانِيٌّ، هَدَاهُ اللهُ تعالى لِلْإِسْلَامِ، فَهَل يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَهُ حَتَّى يَصِحَّ إِسْلَامُهُ، وَهُوَ حَرِيصٌ عَلَى عَدَمِ تَغْيِيرِ اسْمِهِ خَوْفًا مِنْ أَهْلِهِ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12031
 2022-06-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالحَمْدُ للهِ الذي أَنْقَذَهُ مِنَ الكُفْرِ، وَشَرَحَ صَدْرَهُ للإِسْلَامِ، وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَكْتُبَ لَكَ فِيهِ الأَجْرَ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

كَمَا أَسْأَلُهُ تعالى أَنْ يَحْفَظَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ، وَأَسأَلُ اللهَ تعالى أَنْ لَا يُغْتَالَ مِنْ تَحْتِهِ. هَذا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّ الإِسْلَامَ وَالإِيمَانَ عِنْدَ اللهِ تعالى: هُوَ نُطْقٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ، كَمَا بَيَّنَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَالدُّخُولُ في الإِسْلَامِ يَكُونُ بِالنُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَالتَّبَرُّؤِ مِنَ الأَدْيَانِ كُلِّهَا سِوَى الإِسْلَامِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَدُخُولُ هَذَا الرَّجُلِ في الإِسْلَامِ يَكُونُ بِالنُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَالتَّبَرُّؤُ مِنَ سَائِرِ الأَدْيَانِ إِلَّا الإِسْلَامَ، وَيَتَبَرَّأُ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ، وَيَشْهَدُ بِأَنَّ سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَعَلَى حَضْرَةِ نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؛ وَلَا يُشْتَرَطُ إِشْهَارُ إِسْلَامِهِ.

وَلَا يُشْتَرَطُ لِدُخُولِهِ في الإِسْلَامِ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَهُ، وَالأَوْلَى أَنْ يَتَّخِذَ لَهُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ المُسْلِمِينَ إِنْ أَمْكَنَهُ.

وَأَمَّا إِذَا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ القَتْلِ مِنْ قِبَلِ أَهْلِهِ أَو غَيْرِهِمْ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يُغَيِّرِ اسْمَهُ.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَحْفَظَهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.