السؤال :
هَلْ يَجُوزُ لِدَاخِلِ المَسْجِدِ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى النَّاسِ الجَالِسِينَ في المَسْجِدِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12054
 2022-07-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالسَّلَامُ تَحِيَّةُ المُسْلِمِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَهُوَ سَبَبٌ للتَّوَادِّ وَالتَّحَابُبِ، وَسَبَبٌ لِدُخُولِ الجَنَّةِ، رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ».

وَيُشْرَعُ لِمَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ أَنْ يَبْدَأَ مَنْ فِيهِ بِالسَّلَامِ، رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ، وَمَرَّ بِرَجُلٍ أَو قَوْمٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلى المَكَانِ الذي سَيُصَلِّي فِيهِ، فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُلْقِيَ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ بِمَا لَا يُزْعِجُ المُصَلِّينَ أو التَّالِينَ للقُرْآنِ العَظِيمِ.

لِأَنَّ السَّلَامَ سُنَّةٌ وَقُرْبَةٌ لِمَنْ دَخَلَ عَلَى قَوْمٍ في المَسْجِدِ، أَو في أَيِّ مَكَانٍ، يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَهُمْ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَالَ أَو يَزِيدُونَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾.

وَلَكِنْ كَمَا قُلْتُ، بِدُونِ أَنْ يُشَوِّشَ المُسَلِّمُ وَالرَّادُّ عَلَى مُصَلٍّ أَو تَالٍ للقُرْآنِ العَظِيمِ. هذا، والله تعالى أعلم.