السؤال :
مَا حُكْمُ الرَّجُلِ المُؤْمِنِ الذي يَسْمَعُ الأَذَانَ، وَلَا يَأْتِي للصَّلَاةِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12120
 2022-08-18

: مَا حُكْمُ الرَّجُلِ المُؤْمِنِ الذي يَسْمَعُ الأَذَانَ، وَلَا يَأْتِي للصَّلَاةِ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ. رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ.

فَالذي يَسْمَعُ الأَذَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُجِيبَ، وَيَسْعَى إلى الصَّلَاةِ وَالفَلَاحِ، وَأَنْ لَا يَحْرِمَ نَفْسَهُ مِنْ هَذَا الخَيْرِ العَظِيمِ، إِلَّا إِذَا كَانَ صَاحِبَ عُذْرٍ.

وَقَدْ رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ: إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ، مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيَجِبُ حُسْنُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ، وَلَأَنْ يُخْطِئَ العَبْدُ في حُسْنِ الظَّنِّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُصِيبَ في سُوءِ الظَّنِّ، فَالْتَمِسْ عُذْرًا لِمَنْ لَمْ يُجِبِ المُؤَذِّنَ؛ هَذَا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: قَدِّمِ النَّصِيحَةَ لَهُ بِالمُحَافَظَةِ عَلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ في المَسْجِدِ، لِأَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْهَا في غَيْرِهِ، وَالجَمَاعَةُ في غَيْرِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ العَبْدِ مُنْفَرِدًا. هذا، والله تعالى أعلم.