السؤال :
لَقَدْ أَكْرَمَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَتَزَوَّجْتُ مِنْ رَجُلٍ أَظُنُّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَمَا السَّبِيلُ لِكَسْبِ قَلْبِهِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12358
 2023-01-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَعَلَ اللهُ تعالى المَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ ابْتِدَاءً مِنْهُ وَفَضْلًا، قَالَ تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

وَأَعْلَمَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ  أَنَّ الشُّكْرَ يَعْقِدُ النِّعْمَةَ المَوْجُودَةَ، وَيَسْتَجْلِبُ النِّعْمَةَ المَفْقُودَةَ، قَالَ تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾. وَالشُّكْرُ للهِ تعالى هُوَ طَاعَتُهُ، وَعَدَمُ مَعْصِيَتِهِ؛ وَمَنْ وَقَعَ في المَعْصِيَةِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُسْرِعَ إلى التَّوْبَةِ. هذا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: لِتَحْقِيقِ دَوَامِ السَّكَنِ وَالمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ لَا بُدَّ مِنْ تَحْقِيقِ أَسْبَابِ ذَلِكَ؛ وَمِنْ هَذِهِ الأَسْبَابِ:

1ـ العَمَلُ الصَّالِحُ، قَالَ تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾.

2ـ أَن يُفَكِّرَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ بِالوَاجِبِ الذي عَلَيْهِ، قَبْلَ أَنْ يُفَكِّرَ بِالحَقِّ الذي لَهُ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِوَاجِبِهِ قَبْلَ أَنْ يُطَالِبَ بِحَقِّهِ.

3ـ وَإِذَا أَرَادَتِ المَرْأَةُ أَنْ تَكْسِبَ قَلْبَ زَوْجِهَا، فَعَلَيْهَا أَنْ تَذْكُرَ الحَدِيثَ الشَّرِيفَ الذي رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ».

اهْتِمَامٌ بِنَظَافَةِ جَسَدِهَا، وَاهْتِمَامٌ بِزِينَتِهَا لَهُ، وَاهْتِمَامٌ بِحُسْنِ الاسْتِقْبَالِ وَالتَّوْدِيعِ، وَاهْتِمَامٌ بِنَظَافَةِ بَيْتِهَا، وَأَنْ لَا تَتَدَخَّلَ في شُؤُونِهِ المَالِيَّةِ، وَعَلَاقَتِهِ مَعَ أَهْلِهِ إِلَّا بِزِيَادَةِ بِرِّهِمَا، وَأَنْ تَلْتَزِمَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾. هذا، والله تعالى أعلم.