طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ». رواه البخاري. فَالمُسْتَدِينُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ صَادِقَ النِّيَّةِ في سَدَادِ دَيْنِهِ، وَاللهُ يَنْظُرُ إلى القُلُوبِ.
ثانياً: يَجِبُ عَلَى المُسْتَدِينِ أَنْ يُوَثِّقَ هَذَا الدَّيْنَ لِأَصْحَابِهِ، وَذَلِكَ بِكِتَابَتِهِ في وَصِيَّتَهُ، وَيُؤَكِّدُ هَذَا عَلَى الوَصِيِّ أَو الوَرَثَةِ.
ثالثاً: يُنْدَبُ للمُسْتَدِينِ أَنْ يُشْهِدَ رَجُلَيْنِ عَلَى هَذَا الدَّيْنِ.
فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَأَدْرَكَتْهُ مَنِيَّتُهُ فَالمَرْجُوُّ أَنْ يَتَحَمَّلَ اللهُ عَنْهُ تَبِعَاتِ هَذِهِ الدُّيُونِ، وَلَمْ يُنْقَصْ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، وَلَنْ يَكُونَ مَحْجُوبَاً عَنْ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَالوَاجِبُ عَلَى الوَرَثَةِ أَنْ يُسَدِّدُوا دُيُونَ مُوَرِّثِهِمْ قَبْلَ تَقْسِيمِ التَّرِكَةِ، لِأَنَّ الدَّيْنَ مُتَعَلِّقٌ بِرَقَبَةِ المَيْتِ وَعَيْنِ التَّرِكَةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» رواه الحاكم.
فَإِذَا لَمْ يَفْعَلِ الوَرَثَةُ هَذَا، وَكَانَ مُوَرِّثُهُمْ مُوَثِّقَاً الدُّيُونَ المُتَرَتِّبَةَ عَلَيْهِ، فَالإِثْمُ عَلَيْهِمْ لَا عَلَيْهِ، وَهُمْ في هَذِهِ الحَالَةِ أَكَلُوا أَمْوَالَ الآخَرِينَ بِالبَاطِلِ وَالعِيَاذُ بِاللِه تعالى مِنْ ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2023 https://www.naasan.net/print.ph/ |