السؤال :
ما معنى كلمة: الله أكبر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7621
 2016-10-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمَعْنَى كَلِمَةُ: (اللهُ أَكْبَرُ) تَعْنِي أَنَّ اللهَ تعالى أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَلَا شَيْءَ أَكْبَرُ وَلَا أَعْظَمُ مِنَ اللهِ تعالى، وَلِهَذَا يُقَالُ: إِنَّ أَبْلَغَ لَفْظَةٍ للعَرَبِ في مَعْنَى التَّعْظِيمِ وَالإِجْلَالِ هِيَ: اللهُ أَكْبَرُ.

أَيْ: صِفْهُ بِأَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَهِيَ رَأْسُ التَّكْبِيرِ وَعِمَادُهُ، وَهِيَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ كُلِّفَ بِهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَهَا حِينَ أُمِرَ بِالإِنْذَارِ، فَقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْـمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾.

وفي قَوْلِنَا: (اللهُ أَكْبَرُ) إِثْبَاتٌ لِعظَمَتِهِ تَبَارَكَ وتعالى.

وبناء على ذلك:

فَكَلِمَةُ (اللهُ أَكْبَرُ) مَعْنَاهَا أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وتعالى أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ في هَذَا الوُجُودِ، وَأَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ كُلِّ مَا يَخْطُرُ بِالبَالِ، أَو يَتَصَوَّرُهُ الخَيَالُ، وَلِهَذَا كَانَ مِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْـمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» رواه أبو داود عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَإِذَا عَرَفَ العَبْدُ هَذَا وَاعْتَقَدَهُ، عَلِمَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَهْمَا كَبُرَ يَصْغُرُ عِنْدَ كِبْرِيَاءِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ، وَعَلِمَ عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّ كِبْرِيَاءَ الرَّبِّ وَجَلَالَهُ وَعَظَمَتَهُ وَجَمَالَهُ وَسَائِرَ صِفَاتِهِ وَنُعُوتِهِ أَمْرٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُحِيطَ بِهِ العُقُولُ، أَو تَتَصَوَّرَهُ الأَفْهَامُ، أَو تُدْرِكَهُ الأَبْصَارُ وَالأَفْكَارُ؛ فَاللهُ أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ. هذا، والله تعالى أعلم.