طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ دَرَجَ عَلَى أَلْسِنَةِ الكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ بِأَنَّ سَيِّدَنَا عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُقَالُ عَنْهُ: كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، لِأَنَّهُ مَا سَجَدَ لِصَنَمٍ، أَو لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى عَوْرَتِهِ أَو عَوْرَةِ أَحَدٍ، هَذَا الكَلَامُ وَإِنْ كَانَ صَحِيحَاً في حَقِّهِ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ خَاصَّاً بِسَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَهُنَاكَ الكَثِيرُ مَنْ لَمْ يَسْجُدْ لِصَنَمٍ، وَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى عَوْرَةِ غَيْرِهِ أَو عَوْرَةِ نَفْسِهِ.
وَيَقُولُ الإِمَامُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: قَدْ غَلَبَ فِي عِبَارَةِ كَثِيرٍ مِنَ النُّسَّاخِ لِلْكُتُبِ أَنْ يُفْرَدَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَنْ يُقَالَ: عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنْ دُونِ الصَّحَابَةِ، أَوْ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحَاً لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُسَوَّى بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّعْظِيمِ وَالتَّكْرِيمِ، وَالشَّيْخَانِ وَأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ. اهـ.
وبناء على ذلك:
فَتَخْصِيصُ هَذِهِ العِبَارَةِ لِسَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَتْ مِنَ المُغَالِينَ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا حَرَجٌ شَرْعِيٌّ، وَلَكِنَّ التَّسْوِيَةَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ مَطْلُوبَةٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2023 https://www.naasan.net/print.ph/ |