طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَنَصِيحَتِي لَكُمْ هِيَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَهَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ مُطْلَقٌ، وَلَيْسَ مُقَيَّدَاً بِعَازِبٍ، أَو بِرَجُلٍ مُتَزَوِّجٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَوْلَادٌ.
فَإِذَا كَانَ هُوَ صَاحِبَ دِينٍ وَخُلُقٍ، وَقَدْ رَبَّى أَوْلَادَهُ عَلَى الدِّينِ وَالخُلُقِ، فَلِمَاذَا رَفْضُهُ، وَخَاصَّةً إِذَا كُنْتِ أَنْتِ صَاحِبَةَ دِينٍ وَخُلُقٍ وَصَاحِبَةَ صَدْرٍ وَاسِعٍ، وَخُلُقٍ حَمِيدٍ؟
لِمَاذَا رَفْضُهُ إِذَا كَانَ صَاحِبَ دِينٍ وَخُلُقٍ، وَصَاحِبُ الدِّينِ وَالخُلُقِ هُوَ الذي يُحَافِظُ عَلَى زَوْجَتِهِ وَيَصُونُهَا وَيُدَافِعُ عَنْهَا إِنْ ظُلِمَتْ؟
وَهَؤُلَاءِ اللَّوَاتِي يُحَذِّرُونَكِ مِنَ الزَّوَاجِ، هَل يَضْمَنُونَ لَكِ الحَيَاةَ السَّعِيدَةَ الكَرِيمَةِ مِنْ رَجُلٍ عَازِبٍ؟
لِمَاذَا لَا يُحَذِّرُونَكِ مِنْ أُمِّ الزَّوْجِ، وَأَخَوَاتِ الزَّوْجِ، وَإِخْوَةِ الزَّوْجِ؟
وبناء على ذلك:
فَأَنَا أَنْصَحُكِ بِالزَّوَاجِ مِنْهُ إِذَا كَانَ صَاحِبَ دِينٍ وَخُلُقٍ، وَكُونِي عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّكِ لَنْ تَتَزَوَّجِي رَجُلَاً مَعْصُومَاً، وَأَوْلَادُهُ كَذَلِكَ لَيْسُوا بِمَعْصُومِينَ، وَأَنْتِ كَذَلِكَ.
أَنْصَحُكِ بِالزَّوَاجِ مِنْهُ إِذَا كَانَ صَاحِبَ دِينٍ وَخُلُقٍ، وَأَنْتِ تَـسْتَحْضِرِينَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرَاً﴾.
أَنْصَحُكِ بِالزَّوَاجِ مِنْهُ، وَأَنْتِ تَسْتَحْضِرِينَ حَقِيقَةَ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ، لَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ الخِلَافَاتِ، وَلَا إِشْكَالَ في وُجُودِ الخِلَافَاتِ إِذَا كَانَ مَرَدُّهَا إلى كِتَابِ اللهِ تعالى، وَسُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |