طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى عِنْدَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينَاً وَيَتِيمَاً وَأَسِيرَاً﴾. أَيْ: يُطْعِمُونَ لِهَؤُلَاءِ الطَّعَامَ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ وَيُحِبُّونَهُ، قَائِلِينَ بِلِسَانِ الحَالِ: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ﴾. أَيْ: رَجَاءَ ثَوَابِ اللهِ وَرِضَاهُ ﴿لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورَاً﴾. أَيْ: لَا نَطْلُبُ مِنْكُمْ مُجَازَاةً تُكَافِئُونَنا بِهَا وَلَا أَنْ تَشْكُرُونَا عِنْدَ النَّاسِ. اهـ.
وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا أَرْسَلَتْ إلى قَوْمٍ بِهَدِيَّةٍ تَقُولُ للرَّسُولِ: اسْمَعْ مَا دَعَوْا بِهِ لَنَا؛ حَتَّى نَدْعُوَ لَهُمْ بِمِثْلِ مَا دَعَوْا وَيَبْقَى أَجْرُنَا عَلَى اللهِ. / كَذَا في مَجْمُوعِ الفَتَاوَى.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالأَفْضَلُ وَالأَكْمَلُ أَنْ لَا يَطْلُبَ العَبْدُ الدُّعَاءَ مِمَّنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ تَحْقِيقَاً وَتَحَقُّقَاً بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورَاً﴾.
وَإِنْ طَلَبَ مِنْهُمُ الدُّعَاءَ فَلَا حَرَجَ في ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |