أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

456 - سؤال في السيرة

19-08-2007 2 مشاهدة
 السؤال :
مَنْ هِيَ زَوْجَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ؟ وَفِيمَنْ قَالَ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 456
 2007-08-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

أَوَّلًا: زَوْجَةُ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ هِيَ السَّيِّدَةُ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَبَعْدَ اسْتِشْهَادِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في غَزْوَةِ أُحُدٍ تَزَوَّجَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَتُوُفِّيَتْ بَعْدَ زَوَاجِهَا مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ. وَقِيلَ: شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ.

ثَانِيًا: هَذَا الحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ الْوَفْدُ؟ أَوْ مَنِ الْقَوْمُ؟».

قَالُوا: رَبِيعَةُ.

قَالَ: «مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ، أَوْ بِالْوَفْدِ، غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا النَّدَامَى».

قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيكَ إِلَّا فِي شَهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرْ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ.

قَالَ: فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، قَالَ: أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ، وَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ؟».

قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنَّ تُؤَدُّوا خُمُسًا مِنَ الْمَغْنَمِ».

وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ ـ قَالَ شُعْبَةُ: وَرُبَّمَا قَالَ ـ النَّقِيرِ.

وَقَالَ: «احْفَظُوهُ، وَأَخْبِرُوا بِهِ مِنْ وَرَائِكُمْ».

وَزَادَ ابْنُ مُعَاذٍ في حَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِلْأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ القَيْسِ: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ».

وَرَوَى ابْنُ مَاجَه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَتَتْكُمْ وُفُودُ عَبْدِ الْقَيْسِ».

وَمَا نَرَى أَحَدًا، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ جَاءُوا فَنَزَلُوا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبَقِيَ الْأَشَجُّ الْعَصَرِيُّ، فَجَاءَ بَعْدُ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، وَوَضَعَ ثِيَابَهُ جَانِبًا، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَشَجُّ، إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ، الْحِلْمَ وَالتُّؤَدَةَ».

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَشَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ، أَمْ شَيْءٌ حَدَثَ لِي؟

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ شَيْءٌ جُبِلْتَ عَلَيْهِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَهَذِهِ الكَلِمَةُ قِيلَتْ في أَشَجِّ عَبْدِ القَيْسِ، وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ المُنْذِرَ بْنَ عَائِذٍ، كَذَا في الإِصَابَةِ لِابْنِ حَجَرٍ، وَالاسْتِيعَابِ لِابْنِ عَبْدِ البَرِّ.

وَأَقُولُ لِلْأَخِ السَّائِلِ الكَرِيمِ: الأَهَمُّ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَذَا الحَدِيثَ هُوَ أَنْ نَسْعَى لِلتَّخَلُّقِ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ: الحِلْمِ وَالأَنَاةِ، وَأَنْ نَسْأَلَ عَنْ طَرِيقِ الوُصُولِ إِلَيْهِمَا، وَإِنِّي أَرْجُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُكْرِمَنَا جَمِيعًا بِالحِلْمِ وَالأَنَاةِ.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2 مشاهدة