أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

447 - حكم دخول منتديات الثقافة الجنسية

14-08-2007 1 مشاهدة
 السؤال :
أُرِيدُ أَنْ أَسْتَفْتِيَ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى مُنْتَدَيَاتِ الثَّقَافَةِ الجِنْسِيَّةِ وَالحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ، عِلْمًا أَنَّ هَذِهِ المُنْتَدَيَاتِ أَغْلَبُ المُنْضَمِّينَ إِلَيْهَا عُزَّابٌ، وَيُذْكَرُ فِيهَا مَا يَحْدُثُ عَلَى فِرَاشِ الزَّوْجَيْنِ حَرْفًا بِحَرْفٍ وَنُقْطَةً بِنُقْطَةٍ؛ أَفِيدُونَا جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 447
 2007-08-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الأَخُ الكَرِيمُ السَّائِلُ: بِدَايَةً يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: الحَيَاءُ، وَالتَّعَطُّرُ، وَالسِّوَاكُ، وَالنِّكَاحُ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقَاً، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثُمَّ يَأْمُرُنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ».

قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحَمْدُ للهِ.

قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

بَعْدَ هَذَا أَقُولُ لَكَ أَخِي الكَرِيمُ: هَذِهِ المُنْتَدَيَاتُ هَلْ تَرَى فِيهَا الحَيَاءُ أَمِ العَكْسُ مِنْ ذَلِكَ؟

هَلْ مَا يَجْرِي فِيهَا مِنْ أَقْوَالٍ وَحَرَكَاتٍ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الحَيَاءِ؟

النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى» فَأَيْنَ حِفْظُ اللِّسَانِ في هَذِهِ المُنْتَدَيَاتِ؟ وَأَيْنَ حِفْظُ السَّمْعِ فِيهَا؟ وَأَيْنَ حِفْظُ البَصَرِ؟ هَذِهِ المُنْتَدَيَاتُ مَا أَرَاهَا إِلَّا مُنْتَدَيَاتٍ لِـنَشْرِ الرَّذِيلَةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَنَشْرِ الدَّعَارَةِ في نِهَايَةِ المَطَافِ، وَإِنِّي أَرَاهَا تُبْعِدُ الشَّبَابَ وَالشَّابَّاتِ عَنِ الإِيمَانِ، وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ قِلَّةِ الحَيَاءِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ، وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَالبَذَّاءُ يَعْنِي: الفُحْشَ في الكَلَامِ؛ وَيَا حَبَّذَا لَو كَانَتِ المُنْتَدَيَاتُ عَنْ وُجُوبِ النَّفَقَةِ لِشَبَابِنَا وَشَابَّاتِنَا الذينَ لَا يَجِدُونَ سَبِيلَاً للزَّوَاجِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

لَا يَجُوزُ دُخُولُ هَذِهِ المُنْتَدَيَاتِ لِأَنَّهَا تَدْعُو إِلَى الرَّذِيلَةِ وَالفَاحِشَةِ. هَذا، والله تعالى أعلم.

أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمْ أَنْ يَرْزُقَنَا حَقَّ الحَيَاءِ، وَلِأُصُولِنَا وَفُرُوعِنَا وَأَزْوَاجِنَا.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1 مشاهدة