أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1145 - لمن نزوج بناتنا؟

09-06-2008 12767 مشاهدة
 السؤال :
فتاة ملتزمة تقدم من خطبتها شاب غير ملتزم هل يصح زواجها منه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1145
 2008-06-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالإسلام ـ بتشريعه السامي ونظامه الشامل ـ وضع أمام كلٍّ من الخاطب والمخطوبة قواعد وأحكاماً، إن اهتدى الناس بهديها ومشوا على نهجها كان الزواج في غاية التفاهم والمحبة والوفاق، وكانت الأسرة المكونة من البنين والبنات في ذروة الإيمان المكين.

ومن أهم هذه القواعد والأحكام في حق الخاطب أن يكون صاحب دين وخلق، ليقوم بالواجب الأكمل في رعاية الأسرة، وأداء حقوق الزوجية، وتربية الأولاد، والقوامة الصحيحة في الغيرة على الشرف، وتأمين حاجات البيت بالبذل والإنفاق.

روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».

وليس المقصود بالدين المحافظة على الصلاة والصيام فقط، بل المقصود التطبيق الحقيقي للإسلام لكلِّ فضائله وآدابه، والالتزام الكامل بمناهج الشريعة، وهذا هو سيدنا عمر رضي الله عنه يضع الميزان الدقيق الصحيح لمعرفة الأشخاص، وذلك ما رواه الدينوري في المجالسة عن عبد الله العمري قال: قال رجل لعمر: إن فلاناً رجل صدق، فقال له: هل سافرت معه؟ قال: لا، قال: فهل كانت بينك وبينه معاملة؟ قال: لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد!

هذا هو الميزان الصحيح في معرفة الأشخاص الخُطَّاب لمن أراد أن يحافظ على سعادة ابنته، فكم من فتاة ضاعت وضيَّعت دينها وخلقها وعفتها وطهارتها بسبب ارتباطها بشاب من غير دين ولا خلق سامي؟ وكم من فتاة هُضمت حقوقها في حياتها الزوجية بسبب قلة دين الرجل وسوء أخلاقه، والواقع يصدِّق ذلك.

وإضافة إلى الدين والخلق اختيار صاحب الأصل والشرف والاستقامة، للحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فَقِهُوا».

وللحديث الشريف: «تخيروا لِنُطَفِكُمْ وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم» رواه ابن ماجه.

وسأل بعضهم رجلاً: لمن أزوج ابنتي؟ فقال له: زوجها من صاحب الدين والخلق، لأن صاحب الدين والخلق إذا أحبها أكرمها، وإذا كرهها لم يظلمها. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
12767 مشاهدة