الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: العَمَلُ حَتَّى يَكُونَ مَقْبُولَاً عِنْدَ اللهِ تعالى لَا بُدَّ أَنْ يَصْدُرَ عَنْ مُؤْمِنٍ بِاللهِ تعالى، وَبِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِاليَوْمِ الآخِرِ.
وَالمُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ مَنْ كَمُلَ حُبُّهُ للهِ تعالى، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبَّاً للهِ﴾.
هُوَ مَنْ كَمُلَتْ خَشْيَتُهُ للهِ تعالى، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾.
هُوَ مَنْ يُسَارِعُ في الخَيْرَاتِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبَاً وَرَهَبَاً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾.
فَالعَمَلُ حَتَّى يَكُونَ مَقْبُولَاً عِنْدَ اللهِ تعالى، لَا بُدَّ مِنَ الإِيمَانِ بِاللهِ وَرَسُولِهِ أَوَّلَاً، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ في حَقِّ غَيْرِ المُؤْمِنِينَ الذينَ عَمِلُوا عَمَلَاً صَالِحَاً: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورَاً﴾.
وَلِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَلَا بُدَّ مِنَ الإِيمَانِ بِاليَوْمِ الآخِرِ، جَاءَ في صَحِيحِ الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟
قَالَ: «لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمَاً: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ».
ثانياً: العَمَلُ الصَّالِحُ حَتَّى يَكُونَ مَقْبُولَاً عِنْدَ اللهِ تعالى، لَا بُدَّ مِنَ الإِخْلَاصِ فِيهِ للهِ تعالى، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلَاً صَالِحَاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً﴾.
وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهِ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾.
وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الـشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلَاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ثالثاً: العَمَلُ الصَّالِحُ حَتَّى يَكُونَ مَقْبُولَاً عِنْدَ اللهِ تعالى، لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُوَافِقَاً لِمَا جَاءَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مُوَافِقَاً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَالعَمَلُ الصَّالِحُ هُوَ مَا جَعَلَهُ الشَّرْعُ صَالِحَاً، لَا حَسْبَ مَا يَرَاهُ العَبْدُ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» رواه الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وبناء على ذلك:
فَعَلَامَاتُ قَبُولِ العَمَلِ عِنْدَ اللهِ تعالى أَنْ يَصْدُرَ العَمَلُ مِنَ المُؤْمِنِ بِاللهِ تعالى، وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَأَنْ يَكُونَ مُوَافِقَاً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَأَنْ يَكُونَ خَالِصَاً لِوَجْهِ اللهِ تعالى.
وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تعالى للعِبَادَاتِ أَثَرَاً، فَمَنْ وَجَدَ أَثَرَهَا فَلْيَسْتَبْشِرْ بِقَبُولِ العَمَلِ؛ مِنْ هَذِهِ العَلَامَاتِ تَرْكُ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ﴾.
مِنْ عَلَامَاتِهَا طُمَأْنِينَةُ القَلْبِ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
مِنْ عَلَامَاتِهَا زِيَادَةُ الإِيمَانِ عِنْدَ تِلَاوَةِ القُرْآنِ ﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾.
وَمِنْ عَلَامَاتِهَا الاستْقِامَةُ عَلَى الطَّاعَاتِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾.
وَمِنْ عَلَامَاتِهَا أَنْ يَرَى العَبْدُ نَفْسَهُ مُسَدَّدَاً بِجَوَارِحِهِ، لِقَوْلِهِ تعالى في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِذَلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
Fatal error: Uncaught mysqli_sql_exception: You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near 'and st_advisory_category.cat_id=st_advisory.advisory_cat_id LIMIT 1' at line 4 in /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/classes/MySQL_wrapper.class.php:232 Stack trace: #0 /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/classes/MySQL_wrapper.class.php(232): mysqli_query() #1 /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/classes/MySQL_wrapper.class.php(336): MySQL_wrapper->call() #2 /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/classes/MySQL_wrapper.class.php(425): MySQL_wrapper->query() #3 /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/includes/advisory/advisory.php(757): MySQL_wrapper->query_first() #4 /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/includes/advisory/advisory.php(1592): display_advisory_details_u() #5 /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/includes/pages.php(27): include('...') #6 /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/index.php(114): include('...') #7 {main} thrown in /var/www/vhosts/naasan.net/httpdocs/classes/MySQL_wrapper.class.php on line 232 |