أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9052 - صلاة الكسوف

28-07-2018 202 مشاهدة
 السؤال :
مَا حُكْمُ صَلَاةِ الكُسُوفِ، وَكَيْفَ يَكُونُ أَدَاؤُهَا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9052
 2018-07-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَصَلَاةُ الكُسُوفِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَفي قَوْلٍ عِنْدَ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ وَاجِبَةٌ كَصَلَاةِ العِيدِ.

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ». هَذَا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: كَيْفِيَّةُ صَلَاتِهَا:

1ـ تُصَلَّى عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ رَكْعَتَيْنِ، في كُلِّ رَكْعَةٍ قِيَامَانِ وَقِرَاءَتَانِ، وَرُكُوعَانِ، وَسَجْدَتَانِ.

رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَاذْكُرُوا اللهَ».

وَأَمَّا عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنِ الجَمِيعِ، فَتُصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، في كُلِّ رَكْعَةٍ قِيَامٌ وَاحِدٌ، وَرُكُوعٌ وَاحِدٌ، وَسَجْدَتَانِ.

وَاسْتَدَلُّوا لِذَلِكَ بِمَا رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى المَسْجِدِ وَثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، فَانْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَإِذَا كَانَ ذَاكَ فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ» وَذَاكَ أَنَّ ابْنًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَاتَ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ فِي ذَاكَ.

2ـ لَا يَجْهَرُ الإِمَامُ في صَلَاةِ الكُسُوفِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، لِأَنَّهَا صَلَاةٌ في النَّهَارِ، رَوَى الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي كُسُوفٍ لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا.

وَفي رِوَايَةٍ عِنْدَ الإِمَامِ مَالِكٍ وَالإِمَامِ أَحْمَدَ وَأَبِي يُوسُفَ، رَحِمَ اللهُ تعالى الجَمِيعَ، يَجْهَرُ بِهَا، رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الكُسُوفِ وَجَهَرَ بِالقِرَاءَةِ فِيهَا.

وَقَالُوا: لِأَنَّهُ شُرِعَتْ لَهَا الجَمَاعَةُ، فَكَانَتْ كَصَلَاةِ العِيدَيْنِ.

3ـ يُسَنُّ أَنْ تُصَلَّى جَمَاعَةً في المَسْجِدِ، وَيُدْعَى إِلَيْهَا: الصَّلَاةَ جَامِعَةً.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَصَلَاةُ الكُسُوفِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَتُصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، في كُلِّ رَكْعَةٍ قِيَامَانِ، وَقِرَاءَتَانِ، وَسَجْدَتَانِ.

وَعِنْدَ الحَنَفِيَّةِ تُصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، في كُلِّ رَكْعَةٍ قِيَامٌ وَاحِدٌ، وَرُكُوعٌ وَاحِدٌ، وَسَجْدَتَانِ.

وَيُسَنُّ أَنْ تُصَلَّى في المَسْجِدِ، وَلَا يَجْهَرُ الإِمَامُ فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَبَعْضُهُمْ أَجَازَ الجَهْرَ فِيهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
202 مشاهدة