أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6093 - دخول الجن في بدن الإنسان

13-01-2014 25088 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن الجن يستطيعون أن يدخلوا في بدن الإنسان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6093
 2014-01-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾.

وأخرَجَ الطَّبَرانِيُّ في الكَبيرِ عن أُمِّ أَبَانَ بنتِ وَازِعٍ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ جَدَّهَا الزَّارِعَ انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ بِابْنٍ لَهُ مَجْنُونٍ أَوِ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ، قَالَ جَدِّي: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ مَعِي ابْناً لِي أَوِ ابْنَ أُخْتٍ لِي مَجْنُونٌ أَتَيْتُكَ بِهِ تَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ.

فَقَالَ: «ائْتِنِي بِهِ».

فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي الرِّكَابِ، فَأَطْلَقْتُ عَنْهُ وَأَلْقَيْتُ عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ وَأَلْبَسَتْهُ ثَوْبَيْنِ حَسَنَيْنِ، وَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ: «ادْنُهُ مِنِّي، اجْعَلْ ظَهْرَهُ مِمَّا يَلِينِي».

قَالَ: فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ مِنْ أَعْلاهُ وَأَسْفَلِهِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ ظَهْرَهُ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «اخْرُجْ عَدُوَّ الله، اخْرُجْ عَدُوَّ الله».

فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ نَظَرَ الصَّحِيحِ لَيْسَ بنظَرِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ أَقْعَدَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَعَا لَهُ بِمَاءٍ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَدَعَا لَهُ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْوَفْدِ أَحَدٌ بَعْدَ دَعْوَةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَفْضُلُ عَلَيْهِ.

وفي رِوايَةٍ للإمام أحمد عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَصَابَهُ لَمَمٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اخْرُجْ عَدُوَّ الله أَنَا رَسُولُ الله».

قَالَ: فَبَرَأَ.

ثانياً: ذَهَبَ بَعضُ الفُقَهاءِ إلى أنَّ دُخولَ الجِنِّ في الإنسِ جائِزٌ ومُمكِنٌ، لأنَّها أجسادٌ نارِيَّةٌ رَقيقَةٌ، فَلَيسَ بِمُستَنكَرٍ أن يَدخُلوا جَوفَ الإنسانِ من خُروقِهِ، كما يَدخُلُ الماءُ والطَّعامُ في بَطنِ الإنسانِ، كما جاءَ في آكامِ المُرجانِ، وكشافِ القِناعِ، والفتاوى الحَدِيثِيَّةِ.

وبناء على ذلك:

فإنَّ تَلَبُّسَ الجِنَّ بالإنسِ حَقيقَةٌ لا مِريَةَ فيها، وعِلاجُهُ يَكونُ بالرُّقيَةِ الشَّرعِيَّةِ، إمَّا عن طَريقِ رَجُلٍ تَقِيٍّ صَالِحٍ مُخلِصٍ لله عزَّ وجلَّ، ثابِتِ الجَنانِ، ذي شَخصِيَّةٍ إيمانِيَّةِ قَوِيَّةٍ، وإمَّا أن يَقرَأَ المُصابُ على نَفسِهِ ما وَرَدَ عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الرُّقيَةِ الشَّرعِيَّةِ ويَنفُثُ بَينَ يَدَيهِ ثمَّ يُمَرِّرُها على جَميعِ جَسَدِهِ.

ومن حَافَظَ على الأذكارِ النَّبَوِيَّةِ صَباحَاً ومَساءً يَكونُ مَحفوظاً من ذلكَ بإذنِ الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25088 مشاهدة