أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5760 - الذين يدخلون الجنة بغير حساب.

21-02-2013 4536 مشاهدة
 السؤال :
من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5760
 2013-02-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهناكَ من عِبادِ الله تعالى من يُكرِمُهُمُ اللهُ تعالى بِدُخولِ الجنَّةِ بِغيرِ حِسابٍ، وأرجو اللهَ تعالى أن نكونَ منهُم، من هؤلاءِ:

أولاً: ما جاءَ في الصَّحيحَينِ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» وفي رواية: «لَا يَكْتَوُونَ».

ومعنى لَا يَسْتَرْقُونَ: أي لا يطلُبونَ الرُّقيةَ من غَيرِهِم، ومعنى لَا يَتَطَيَّرُونَ: أي لا يَتَشاءَمونَ، ومعنى لَا يَكْتَوُونَ: أي لا يَستَخدِمونَ الكيَّ للعِلاجِ، وهُم يُفَوِّضونَ أمرَهُم إلى الله تعالى، مع الأخذِ بالأسبابِ.

ثانياً: روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ الله﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَاباً يَسِيراً، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحْبَسُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمْ اللهُ بِرَحْمَتِهِ، فَهُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ: ﴿الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوب﴾.

وبناء على ذلك:

 فالذينَ يدخُلونَ الجنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ هُمُ الذينَ ذَكَرَهُمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في هذهِ الأحاديثِ وغَيرِها، وهُمُ الذينَ يَنطَبِقُ عليهِم قولُ الله تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُون * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُون * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُون * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُون﴾. كما قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾. اللَّهُمَّ اجعَلنا منهُم. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4536 مشاهدة
الملف المرفق