.
74ـ كلمات في مناسبات: لحظات تأمل
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لِنَقِفْ وَقَفَاتٍ نَتَسَاءَلُ فِيهَا مَعَ أَنْفُسِنَا، وَنُتْبِعُ ذَلِكَ بِلَحَظَاتِ تَأَمُّلٍ؛ ثمَّ لِنَقِفْ وَقْفَةَ مُحَاسَبَةٍ مَعَ أَنْفُسِنَا.
نَحْنُ في كُلِّ يَوْمٍ نَرَى الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنَ الشَّرْقِ، وَتَجْرِي في العَالَمِ حَتَّى تَغِيبَ في الغَرْبِ، وفي كُلِّ شَهْرٍ يُهَلُّ القَمَرُ صَغِيرَاً، ثمَّ يَنْمُو شَيْئَاً فَشَيْئَاً حَتَّى يُصْبِحَ بَدْرَاً مُسْتَدِيرَاً، ثمَّ يَبْدَأُ بِالنُّقْصَانِ حَتَّى يَصِلَ إلى الاضْمِحْلَالِ.
نَرَى المَطَرَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً تَزْهُو، ثمَّ مَا تَلْبَثُ أَنْ تُصْبِحَ هَشِيمَاً يَابِسَاً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ؛ نَرَى الزَّهْرَةَ فَوَّاحَةَ الشَّذَى، فَمَا تَلْبَثُ حَتَّى تَذْبُلَ وَتَمُوتَ، نَرَى أَنْفُسَنَا قَد تَحَقَّقَ فِينَا قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفَاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾. وَتَرَانَا مَعَ هَذَا لَا نَعْتَبِرُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذَا هُوَ حَالُ الدُّنْيَا، مِنَ المُحَالِ دَوَامُ الحَالِ؛ وَلَكِنَّ النَّاسَ غَرِقُوا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَضَيَّعُوا الآخِرَةَ؛ غَرِقُوا في طَلَبِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ، مَعَ الغُرُورِ وَطُولِ الأَمَلِ، وَنَشْوَةِ الفَرَحِ وَالانْشِغَالِ بِالأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ، وَهُمْ على يَقِينٍ بِأَنَّ هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا لَا رَاحَةَ فِيهَا وَلَا اطْمِئْنَانَ، وَلَا ثَبَاتَ وَلَا اسْتِقْرَارَ؛ حَوَادِثُهَا كَثِيرَةٌ، وَالنَّاسُ في غَفْلَةٍ، قَالَ تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾.
دُنْيَا غَرَّارَةٌ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَهْمٌ في وَهْمٍ، طُلُوعٌ وَأُفُولٌ، نَرَى دُوَلَاً تُبْنَى، وَأُخْرى تَزُولُ، وَنَرَى مَمَالِكَ تُشَادُ، وَأُخْرَى تُبَادُ، وَنَرَى مُدُنَاً تُعَمَّرُ، وَأُخْرَى تُدَمَّرُ، وَسُبْحَانَ الذي يُغَيِّرُ وَلَا يَتَغَيَّرُ.
دُنْيَا خَدَّاعَةٌ غَرَّارَةٌ، كَيْفَ خُدِعَ النَّاسُ بِهَا، وَمَا هِيَ إلا كَغَمْضَةِ عَيْنٍ، أَو لَمْحَةِ بَصَرٍ؟
الدُّنْيَا سَرَابٌ خَادِعٌ، وَبَرِيقٌ لَامِعٌ، وَلَكِنَّهَا سَيْفٌ قَاطِعٌ؛ كَمْ أَذَاقَتْ بُؤْسَاً، وَكَمْ جَرَّعَتْ غُصَصَاً، كَمْ أَحْزَنَتْ فَرِحَاً، وَأَبْكَتْ مَرِحَاًَ، وَكَدَّرَتْ صَفْوَاً؟
سُرُورُهَا مَمْزُوجٌ بِالأَحْزَانِ، وَفَقْرُهَا كَدَرٌ، سَاحِرَةٌ، خَدَّاعَةٌ، مَكَّارَةٌ؛ كَمْ مِنْ عَزِيزٍ صَارَ فِيهَا ذَليلَاً، وَكَمْ مِنْ ذَلِيلٍ صَارَ فِيهَا عَزِيزَاً، وَكَمْ مِنْ غَنِيٍّ صَارَ فِيهَا فَقِيرَاً، وَكَمْ مِنْ فَقِيرٍ صَارَ فِيهَا غَنِيَّاً، وَكَمْ مِنْ حَاكِمٍ صَارَ فِيهَا مَحْكُومَاً، وَكَمْ مِنْ مَحْكُومٍ صَارَ فِيهَا حَاكِمَاً.
لَا نَرَى فِيهَا إلا رَاحِلَاً إِثْرَ رَاحِلٍ، وَهَالِكَاً خَلْفَ هَالِكٍ، وَمَيْتَاً بَعْدَ مَيْتٍ، وَمَا هِيَ إلا أَيَّامٌ مَعْدُودَةٌ، وَأَنْفَاسٌ مَحْدُودَةٌ، وَآجَالٌ مَضْرُوبَةٌ، وَأَعْمَالٌ مَحْسُوبَةٌ، ثمَّ وُقُوفٌ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلَالُهُ.
أَلَيْسَ عَجِيبَاً الإِعْرَاضُ عَنِ اللهِ تعالى؟
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَدَبَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾. آيَاتٌ تَهُزُّ الغَافِلَ عَنِ اللهِ هَزَّاً لَو وَقَفَ مَعَ نَفْسِهِ بِصِدْقٍ لَحْظَةً وَاحِدَةً، الحِسَابُ قَدِ اقْتَرَبَ وَهُوَ في غَفْلَةٍ، آيَاتُ اللهِ تعالى تُتْلَى عَلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ مُعْرِضٌ، لَا يَأْتَمِرُ بِأَمْرٍ، وَلَا يَنْتَهِي عَنْ نَهْيٍ، وَلَا يَقِفُ عِنْدَ حَدٍّ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَلَيْسَ عَجِيبَاً أَنْ يُعْرِضَ الإِنْسَانُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، الذي خَلَقَهُ فَسَوَّاهُ فَعَدَلَهُ في أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَهُ، وَهُوَ يَقُولُ في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾؟!
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَاقِعُنَا مَرِيرٌ وَمُؤْلِمٌ وَحَزِينٌ، تَرَى الكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ لَا يَعِيشُونَ إلا لِشَهَوَاتِهِم وَنَزَوَاتِهِمُ الرَّخِيصَةِ، فَأَرَاقُوا الدِّمَاءَ مِنْ أَجْلِهَا، وَسَلَبُوا الأَمْوَالَ مِنْ أَجْلِهَا، وَمَزَّقُوا الأَشْلَاءَ مِنْ أَجْلِهَا، وَرَمَّلُوا النِّسَاءَ مِنْ أَجْلِهَا، وَيَتَمُّوا الأَطْفَالَ مِنْ أَجْلِهَا، وَرَوَّعُوا الآمِنِينَ مِنْ أَجْلِهَا، وَشَرَّدُوا النَّاسَ مِنْ أَجْلِهَا، وَعَاثُوا في الأَرْضِ فَسَادَاً مِنْ أَجْلِهَا، وَنَسُوا بِأَنَّهُم سَيُعْرَضُونَ على اللهِ تعالى، لِيَسْأَلَهُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، تَحْقِيقَاً لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرَاً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَلَيْسَ عَجِيبَاً شَأْنُ هَذَا العَبْدِ الذي تَغَافَلَ عَنْ لِقَاءِ خَالِقِهِ وَسَيِّدِهِ رَغْمَاً عَنْ أَنْفِهِ؟!
أَلَيْسَ عَجِيبَاً شَأْنُ هَذَا العَبْدِ الذي يَقْضِي عُمُرَهُ في مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدَاً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدَّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدَاً﴾؟!
إِيَّاكَ أَنْ تَظُنَّ أَنَّ اللهَ تعالى قَدْ أَهْمَلَ الظَّالِمَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هُنَاكَ فِئَةٌ مِنَ النَّاسِ يُقِيمُونَ على مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، وَيَسْتُرُهُمُ اللهُ تعالى، وَيَحْفَظُ عَلَيْهِمْ نِعَمَهُ، فَيَظُنُّونَ أَنَّ المَعْصِيَةَ هَيِّنَةٌ حَقِيرَةٌ، لِأَنَّ اللهَ تعالى مَا عَجَّلَ لَهُمُ العُقُوبَةَ في الدُّنْيَا، بَلْ رُبَّمَا افْتَخَرُوا بِهَا وَلَو كَانَتْ ظُلْمَاً للآخَرِينَ، وَنَسِيَ هَؤُلَاءِ بِأَنَّ حِلْمَ اللهِ تعالى اسْتِدْرَاجٌ لَهُم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ.
تَدَبَّرُوا قَوْلَ الحَبِيبِ الأَعْظَمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾. رواه الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
فيَا أَيُّهَا المَظْلُومُ: إِيَّاكَ أَنْ تَظُنَّ أَنَّ اللهَ تعالى أَهْمَلَ الظَّالِمَ، أَوْ أَنَّ اللهَ تعالى نَسِيَهُ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوَّاً كَبِيرَاً، فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَا يَضِلُّ وَلَا يَنْسَى، بَلْ إِنَّ اللهَ تعالى لَيُمْلِي لِأَهْلِ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ، حَتَّى إِذَا مَا أَخَذَهُمْ فَلَنْ يُفْلِتَهُمْ.
أَيْنَ الطَّوَاغِيتُ وَالظَّالِمُونَ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ؟ أَيْنَ قَارُونُ وَفِرْعَوْنُ وَهَامَانُ؟ أَيْنَ النُّمْرُوذُ وَأَيْنَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ؟ أَيْنَ الظَّالِمُونَ الذينَ عَاثُوا في الأَرْضِ فَسَادَاً؟ أَيْنَ الذينَ دَوَّخُوا الدُّنْيَا بِظُلْمِهِم وَعُلُوِّهِم وَاسْتِكْبَارِهِم؟
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَقَلُّبَاتُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاضِحَةٌ وُضُوحَ الشَّمْسِ في رَابِعَةِ النَّهَارِ، فَالكُلُّ إلى زَوَالٍ، وَالسَّعِيدُ هُوَ المُوَفَّقُ للطَّاعَاتِ، والذي سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَلْ فَارَقَ المَوْتُ ذَا عِزَّةٍ لِعِزَّتِهِ، وَذَا كَرَامَةٍ لِكَرَامَتِهِ، وَذَا سُلْطَانٍ لِسُلْطَانِهِ، وَذَا قُوَّةٍ لِقُوَّتِهِ؟
وَاللهِ مَا نَجَا وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنَ المَوْتِ، الكُلُّ سَيَفْنَى، فَلَا إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾.
فَيَا مَنْ يَغْتَرُّ بِالنِّعَمِ، وَيَغْتَرُّ بِحِلْمِ اللهِ وَسَتْرِهِ، وَيَا مَنْ صَرَفَ قَلْبَهُ وَهَمَّهُ وَوَقْتَهُ للدُّنْيَا فَعَاثَ في الأَرْضِ فَسَادَاً، وَيَا مَنْ أَصْبَحَتِ الدُّنْيَا غَايَتَهُ، المَوْتُ آتِيكَ لَا مَحَالَةَ، وَحِسَابُكَ قَرِيبٌ ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾.
اللَّهُمَّ أَيْقِظْنَا مِنْ غَفْلَتِنَا، وَأَلْهِمْنَا رُشْدَنَا. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الأربعاء: 18/ شعبان /1437هـ، الموافق: 25/ أيار / 2016م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: دَخَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ، حَيْثُ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، ... المزيد
لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد
عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد
مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد
هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد
يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد