الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم: (خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ) رواه مسلم والإمام أحمد، وقد وقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بعد الزوال.
وعلى هذا ذهب جمهور الفقهاء إلى أن أول وقت الوقوف بعرفة يبدأ من زوال الشمس من يوم عرفة، ويمتد إلى طلوع الفجر الصادق يوم عيد النحر، فلو وقف في غير هذا الوقت كان وقوفه وعدمه سواء.
وخالف في ذلك المالكية وقالوا: إن وقت الوقوف هو الليل، فمن لم يقف جزءاً من الليل لم يجز وقوفه، وعليه قضاء الحج، أما الوقوف نهاراً فواجب، فإذا فات الوقوف نهاراً فعليه دم عندهم.
فمن أفاض من عرفات قبل الغروب ولم يرجع إليها حتى الغروب وجب عليه دم عند الحنفية، ويستحب له الدم عند الشافعية، وبطل حجه عند المالكية.
ومن أفاض من عرفات قبل الغروب وعاد إليها بعد الغروب وجب عليه الدم عند الحنفية والحنابلة.
ومن وقف ليلاً ولم يدرك جزءاً من النهار بعرفة فحجه صحيح ولا شيء عليه عند جمهور الفقهاء، ووجب عليه الدم عند المالكية.
وبناء على ذلك:
فالأولى في حق الحاج أن يقف جزءاً من النهار بعرفة وذلك بعد الزوال وأن يستمر واقفاً إلى غروب الشمس خروجاً من الخلاف بين الفقهاء. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
