الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فعدة المرأة التي توفي عنها زوجها هي أربعة أشهر وعشرة أيام، وذلك لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}، وهذه الآية الكريمة نسخت قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} كما قال جمهور الفقهاء، وقد كانت عدة الوفاة في أول الإسلام سنة كاملة، وهذا ما كان عليه العرب، ثم نسخ هذا الحكم، فصارت عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام بدل السنة، وتأخذ حقها المقرَّر في الميراث.
وبناء على ذلك:
فعدة المرأة أربعة أشهر وعشرة أيام، وهذه هي الفريضة في حقِّها، ولا يجوز مخالفتها، فإن أوصى الرجل زوجته أن تظل في البيت سنة كاملة وأن لا تخرج، فهي مخيَّرة في ذلك، إن شاءت خرجت بعد أربعة أشهر وعشرة أيام، لأن هذه المدة فرض عليها، وإن شاءت استمرت حتى تمام السنة، وهذا ليس بواجب عليها، ولو قال لها زوجها: يجب عليك أن تجلسي في العدة سنة كاملة، فإذا اختارت البقاء في بيت الزوجية لمدة سنة كاملة فيجب أن تأخذ موافقة الورثة البالغين في إتمام ما زاد على أربعة أشهر وعشرة أيام، إذا كان البيت من إرث زوجها المتوفى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
