الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد نَهَى اللهُ عزَّ وجلَّ عن ظُلْمِ المَرْأَةِ، والذي من جُمْلَتِهِ مَنْعُهَا من الزَّوَاجِ مِمَّنْ تَرْضَاهُ من صَاحِبِ دِينٍ وخُلُقٍ وذِي كَفَاءَةٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾.
ومن حَقِّ المَرْأَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ، لأَنَّهَا مُنْدَرِجَةٌ تَحْتَ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
فَمَنْعُهَا من الزَّوَاجِ بِغَيْرِ عُذْرٍ شَرْعِيٍّ حَرَامٌ وظُلْمٌ، وإذا مُنِعَتِ المَرْأَةُ من الزَّوَاجِ من قِبَلِ وَلِيِّهَا، فَلَهَا أَنْ تَرْفَعَ أَمْرَهَا إلى القَاضِي لِكَفِّ الظُّلْمِ عَنهَا.
وبناء على ذلك:
فَمَنْعُ أَخِيهَا لَهَا من الزَّوَاجِ حَرَامٌ شَرْعَاً، وخَاصَّةً إذا تَقَدَّمَ مِنهَا صَاحِبُ دِينٍ وخُلُقٍ وَرَضِيَتْ بِهِ، فَإذا أَصَرَّ على مَنْعِهَا فَلَهَا أَنْ تَرْفَعَ أَمْرَهَا إلى القَاضِي حَتَّى يُزَوِّجَهَا القَاضِي، وهذا لَيسَ من سُوءِ أَدبِهَا، بَل هذا من حَقِّهَا الشَّرْعِيِّ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
