﴿تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾

7147 - ﴿تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾

15-01-2016 2113 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾. هل هذا الخطاب لنساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فقط، أم لنساء الأمة كلها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7147
 2016-01-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلَاً مَعْرُوفَاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَاً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفَاً خَبِيرَاً﴾.

هذهِ الآيَاتُ الكَرِيمَةُ صُدِّرَتْ بِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ﴾. والمَقْصُودُ بِذَلِكَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَنِسَاءُ الأُمَّةِ كُلِّهَا، لِأَنَّهُ لَيْسَ من المَعْقُولِ أَنْ تُنْهَى نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَن الخُضُوعِ بالقَوْلِ، ثمَّ يُبَاحَ لِغَيْرِهِنَّ.

وَلَيْسَ من المَعْقُولِ أَنْ يُؤْمَرْنَ بالقَرَارِ بالبُيُوتِ، وَيُسْتَثْنَى غَيْرُهُنَّ.

وَلَيْسَ من المَعْقُولِ أَنْ يُنْهَيْنَ عَن التَّبَرُّجِ، وَيُبَاحَ لِغَيْرِهِنَّ.

وَلَيْسَ من المَعْقُولِ أَنْ يُؤْمَرْنَ بالصَّلاةِ والزَّكَاةِ وَطَاعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَذِكْرِ آيَاتِ اللهِ والحِكْمَةِ، ثمَّ يُسْتَثْنَى غَيْرُهُنَّ.

فالخِطَابُ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهُنَّ أَهْلٌ للخِطَابِ من اللهِ تعالى مُبَاشَرَةً، ثمَّ من بَعْدِهِنَّ لِنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ.

 ثانياً: أَمَّا: ﴿تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾. فَقَد كَانَ بِإِبْدَاءِ المَرْأَةِ من مَحَاسِنِهَا مَا يَجِبُ سَتْرُهُ، حَيْثُ كَانَتْ تَكْشِفُ قَلائِدَهَا وَقُرْطَهَا وَعُنُقَهَا، وَتَلْبِسُ الرَّقِيقَ من الثِّيَابِ، وَتَمْشِي في وَسَطِ الطَّرِيقِ تَعْرِضُ نَفسَهَا على الرِّجَالِ.

وبناء على ذلك:

فالآيَةُ الكَرِيمَةُ خِطَابٌ لِكُلِّ مُؤْمِنَةٍ مُسْلِمَةٍ من بَعْدِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، والتَّبَرُّجُ في الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى كَانَ بِإِظْهَارِ مَفَاتِنِ المَرْأَةِ، كَجَاهِلِيَّةِ اليَوْم، التي هِيَ أَسْوَأُ حَالاً من الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2113 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 238
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1443
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 627
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1680
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1435
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 954
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414277660
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :