الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد روى الإمام البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الفُرُوجَ».
وروى الحاكم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ مَا وَافَقَ الْحَقَّ».
وَمِنْ وَصْفِ المُنَافِقِينَ عَدَمُ الوَفَاءِ بِالوَعْدِ وَالعَهْدِ، روى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقَاً خَالِصَاً، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ». هذا أولاً.
ثانياً: شُرْبُ الدُّخَانِ حَرَامٌ شَرْعَاً، للضَّرَرِ وَالمَفْسَدَةِ التي تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ، فَهُوَ إِتْلَافٌ للمَالِ، وَضَرَرٌ في صِحَّةِ المُدَخِّنِ، وَإِيذَاءٌ للآخَرِينَ وَخَاصَّةً الزَّوْجَةَ.
وبناء على ذلك:
فَمِنْ حَقِّ هَذِهِ الزَّوْجَةِ أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا إِذَا كَانَتْ تَتَضَرَّرُ مِنَ الدُّخَانِ، وَلِأَنَّهُ مِنَ الوَاجِبِ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يَفِيَ بِوَعْدِهِ الذي اشْتَرَطَتْهُ عَلَيْهِ زَوْجَتُهُ قَبْلَ زَوَاجِهَا.
وَلَكِنْ صَبْرُ المَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا خَيْرٌ لَهَا مِنْ طَلَبِ الطَّلَاقِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يُصْلِحَ حَالَ زَوْجِهَا، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ هُنَاكَ وَلَدٌ بَيْنَهُمَا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |