51ـ كلمات في مناسبات: الكلمات التي ألقيت ليلة السابع والعشرين من رمضان 1436 هـ

51ـ كلمات في مناسبات: الكلمات التي ألقيت ليلة السابع والعشرين من رمضان 1436 هـ

 

 51ـ كلمات في مناسبات: الكلمات التي ألقيت ليلة السابع والعشرين من رمضان 1436 هـ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾. فَإِنِّي أَتَشَرَّفُ أَنْ أُذَكِّرَ نَفْسِي وإِيَّاكُم بِبَعْضِ الآيَاتِ الكَرِيمَةِ التي نَزَلَتْ بالحَقِّ، وأَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَهَا حُجَّةً لَنَا لا عَلَيْنَا.

الكَلِمَةُ الأُولَى:

أيُّها الإخوة الكرام: مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: إِنَّ الوَحْدَةَ أُمْنِيَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ، ومَقْصِدُ كُلِّ مُخْلِصٍ، وغَايَةٌ نَبِيلَةٌ لا تَشُوبُهَا شَائِبَةٌ، يَسْعَى إِلَيْهَا الصَّغِيرُ والكَبِيرُ، والغَنِيُّ والفَقِيرُ، وهِيَ مَحَطَّةُ أَنْظَارِ المُخْلِصِينَ.

الإِسْلامُ جَمَعَ شَتَاتَ القُلُوبِ بالأَمْسِ، وجَبَلَ المَشَاعِرَ، وصَهَرَ الرَّوَابِطَ في بَوْتَقَةٍ وَاحِدَةٍ، وأَطْفَأَ نَارَ العَدَاوَةِ والبَغْضَاءِ التي كَانَتْ في القُلُوبِ، قَالَ تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانَاً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: لِكَيْ تَبْقَى ظِلالُ الوَحْدَةِ وَارِفَةً، فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَرَفَّعَ عن النِّزَاعَاتِ والخُصُومَاتِ، ونَتَعَالَى عن الخِلافَاتِ، فَوَحْدَةُ الأُصُولِ الإِسْلامِيَّةِ، والأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ، فَوْقَ كُلِّ المَصَالِحِ الدُّنْيَوِيَّةِ والشَّخْصِيَّةِ، وقَد حَذَّرَنَا رَبُّنَا من الخِلافِ الذي يُوهِنُ عَزْمَ الأُمَّةِ، ولا يَأْتِي بِخَيْرٍ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَتَرَفَّعُوا عن النِّزَاعَاتِ والخُصُومَاتِ؟

الكَلِمَةُ الثَّانِيَةُ:

أيُّها الإخوة الكرام، مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيمَاً﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: لقد عَظَّمَ اللهُ تعالى حُقُوقَ العِبَادِ، وشَدَّدَ في النَّهْيِ عن الاسْتِطَالَةِ على دِمَائِهِم أَعْرَاضِهِم، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟».

قَالُوا: نَعَمْ.

قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارَاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

قَتْلُ النَّفْسِ المَعْصُومَةِ إِفْسَادٌ في الأَرْضِ كَبِيرٌ، وهوَ أَمْرٌ جَلَلٌ وَجَرِيمَةٌ مُنْكَرَةٌ شَنِيعَةٌ، حَذَّرَ مِنْهَا رَبُّنَا بِقَوْلِهِ: ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسَاً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرَاً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾.

ويَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ» رواه الترمذي عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

بَلْ حَذَّرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من مُجَرَّدِ الإِعَانَةِ على القَتْلِ، فَقَالَ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ» رواه ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: رَكِّزُوا على الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الذي رواه ابن ماجه عَن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ لَهَرْجَاً».

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْهَرْجُ؟

قَالَ: «الْقَتْلُ».

فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِن الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ».

فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِن النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ».

ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: وَايْمُ اللهِ، إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللهِ، مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَكُفُّوا عَن قِتَالِ بَعْضِهِمُ البَعْضِ؟

الكَلِمَةُ الثَّالِثَةُ:

أيُّها الإخوة الكرام، مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالَاً مُبِينَاً﴾.

هَلْ تَدْرِي يَا عَبْدَ اللهِ أَنَّكَ رَاكِبٌ مَطِيَّةَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، وهِيَ تَنْزِلُ بِكَ في مَنَازِلِ الآخِرَةِ وأَنْتَ لا تَشْعُرُ، فَهَلِ الأَوْلَى والخَيَارُ المُنَاسِبُ لَكَ أَنْ تَنْتَقِلَ عَبْرَ مَطَايَا اللَّيْلِ والنَّهَارِ إلى السَّعَادَةِ والفَوْزِ والفَلاحِ والنَّجَاحِ، أَمْ إلى الشَّقَاءِ والدَّمَارِ الهَلاكِ؟

الخَيَارُ الأَفْضَلُ، والبَدِيلُ الأَمْثَلُ، أَنْ تَسْتَجِيبَ لِدَاعِي اللهِ تعالى الذي يَقُولُ: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالَاً مُبِينَاً﴾.

إِنِ اسْتَجَبْتَ أَبْشِرْ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقَاً﴾.

وإلا فَاسْتَحْضِرْ قَوْلَهُ تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثَاً﴾. وقَوْلَهُ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلَاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانَاً خَلِيلَاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولَاً﴾.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يُطِيعُوا اللهَ تعالى ورَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ؟

الكَلِمَةُ الرَّابِعَةُ:

أيُّها الإخوة الكرام، مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمَاً مَقْضِيَّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيَّاً﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: يَقُولُ سَيِّدُنَا الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: واللهِ مَا صَدَّقَ عَبْدٌ بالنَّارِ إلا ضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَإِنَّ المُنَافِقَ لَوْ كَانَتِ النَّارُ خَلْفَ ظَهْرِهِ مَا صَدَّقَ بِهَا حَتَّى يَتَجَهَّمَ في دَرَكِهَا.

واللهِ مَا أُنْذِرَ العِبَادُ بِشَيْءٍ أَدْهَى مِنهَا ﴿فَأَنذَرْتُكُمْ نَارَاً تَلَظَّى * لا يَصْلَاهَا إلا الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ إِنَّهَا نَارُ السَّعِيرِ لَا يَنَامُ هَارِبُهَا، وَجَنَّةُ الفِرْدَوْسِ لَا يَنَامُ طَالِبُهَا.

أيُّها الإخوة الكرام: الخَوْفُ من النَّارِ فَلَذَ أَكْبَادَ الصَّالِحِينَ ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرَاً لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾.

لقد نَالَ التَّخْوِيفُ من النَّارِ المَلائِكَةَ المُقَرَّبِينَ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾.

واقْرَؤُوا مَا نَزَلَ في حَقِّ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ: ﴿وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهَاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومَاً مَدْحُورَاً﴾.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَسْلُكُوا طَرِيقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، طَرِيقَ التَّقْوَى، حَتَّى يُنَجِّيَهُمُ اللهُ تعالى من نَارِ جَهَنَّمَ؟

الكَلِمَةُ الخَامِسَةُ:

أيُّها الإخوة الكرام، مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾.

روى الإمام البخاري عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».

وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾.

قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟».

قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: «فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا أَنْ تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؛ فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا».

وروى الإمام مسلم  عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً مَنْ لَهُ نَعْلَانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلي الْمِرْجَلُ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدَاً أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابَاً، وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابَاً».

وروى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَعِدُّوا للِقَاءِ اللهِ تعالى والكَلامِ مَعَهُ بِحَيْثُ تَبْيَضُّ وُجُوهُهُم؟

الكَلِمَةُ السَّادِسَةُ:

أيُّها الإخوة الكرام، مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلَاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانَاً خَلِيلَاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولَاً﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: تَصَوَّرُوا حَالَ المُجْرِمِ الظَّالِمِ يَوْمَ الحَسْرَةِ، يَوْمَ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ إلى أَرْضِ المَحْشَرِ، والنَّاسُ غَرْقَى في عَرَقِهِم كُلٌّ حَسْبَ عَمَلِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.

تَصَوَّرُوا حَالَ المُجْرِمِ الظَّالِمِ وَهُوَ يَخُوضُ في عَرَقِهِ من شِدَّةِ الحَرِّ، عِنْدَمَا يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ، كَمَا يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا» رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

تَصَوَّرُوا حَالَ المُجْرِمِ الظَّالِمِ وَهُوَ يَعَضُّ على يَدَيْهِ في أَرْضِ المَحْشَرِ يَتَأَسَّفُ ويَتَحَسَّرُ ويَتَنَدَّمُ على مَا قَدَّمَ في هذهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، ولَكِنْ يَوْمَ لا يَنْفَعُ فِيهِ النَّدَمُ ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرَاً * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلَاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانَاً خَلِيلَاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولَاً﴾.

تَذَكَّرْ أَيُّهَا الظَّالِمُ قَبْلَ ظُلْمِكَ أَنَّ اللهَ يَرَاكَ ويَسْمَعُكَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وأَنَّ المَلائِكَةَ تَكْتُبُ أَقْوَالَكَ وأَفْعَالَكَ، وأَنَّكَ مَحْشُورٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ومَوْقُوفٌ ومَسْؤُولٌ، وأَنَّ الحَسْرَةَ سَتَأْكُلُ قَلْبَكَ، بَعْدَ عَضِّكَ على يَدَيْكَ حَسْرَةً ونَدَامَةً، وتَذَكَّرْ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَوْفَ يَتَبَرَّأُ مِنْكَ.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَكُفُّوا عَن الظُّلْمِ قَبْلَ مَوْتِهِم، حَتَّى لا يَتَحَسَّرُوا يَوْمَ القِيَامَةِ؟

الكَلِمَةُ السَّابِعَةُ:

أيُّها الإخوة الكرام، مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرَاً﴾.

إِنَّ من أَقْبَحِ المُنْكَرَاتِ، وأَرْذَلِ الأَخْلاقِ، أَنْ يَكُونَ الشَّخْصُ إِمَامَاً في الشَّرِّ، مَتْبُوعَاً ودَاعِيَاً وهَادِيَاً إلى غَيْرِ مَا يُرْضِي رَبَّنَا عزَّ وجلَّ، وهوَ الذي سَيَتَحَمَّلُ وِزْرَهُ وَوِزْرَ مَن تَبِعَهُ، روى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمَاً إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ».

أيُّها الإخوة الكرام: يَقُولُ اللهُ تعالى في إِمَامِ الشَّرِّ: ﴿إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾. ويَقُولُ: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾. هذا في حَقِّ مَن كَانَ قُدْوَةً في الشَّرِّ وكَانَ مَتْبُوعَاً فِيهِ، وسَوْفَ يَؤُولُ أَمْرُ الأَتْبَاعِ في الشَّرِّ والمَتْبُوعِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ إلى مَا قَالَ تعالى عَنْهُ: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: وسَوْفَ يَزْدَادُ الأَمْرُ سُوءَاً حِينَ يَلْعَنُ التَّابِعُونَ للشَّرِّ المَتْبُوعِينَ فِيهِ حِينَ لا يَنْفَعُ مَتْبُوعَاً في الشَّرِّ أو تَابِعَاً فِيهِ نَافِعٌ، قَالَ تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنَاً كَبِيرَاً﴾.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَعْرِفُوا لِمَنْ يَتْبَعُونَ؟

الكَلِمَةُ الثَّامِنَةُ:

أيُّها الإخوة الكرام، مِمَّا نَزَلَ من الحَقِّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: الإِفْسَادُ في الأَرْضِ يَكُونُ بِتَعْطِيلِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ، وبِإِزْهَاقِ الأَرْوَاحِ وقَتْلِهَا، قَالَ تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ واللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾.

من أَقْبَحِ صِفَاتِ العَبْدِ أَنْ يُفْسِدَ في الأَرْضِ ويَعْتَبِرَ الفَسَادَ إِصْلاحَاً، وهذا شَأْنُ المُسْتَكْبِرِينَ، قَالَ تعالى عَن فِرْعَوْنَ: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾.

يَا حَبَّذَا لَوْ أَنَّ هؤلاءِ قَالُوا: مَا أَفْسَدْنَا؛ عِنْدَمَا يُقَالُ لَهُم: ﴿لَا تُفْسِدُوا﴾. بَلْ يَقُولُونَ: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾. وهَل الإِصْلاحُ يَكُونُ بِتَعْطِيلِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وبِإِزْهَاقِ الأَرْوَاحِ؟

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يُصْلِحُوا في الأَرْضِ، وذلكَ بِالْتِزَامِ الشَّرْعِ، وإِحْيَاءِ النُّفُوسِ؟

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 26/رمضان /1436هـ، الموافق: 13/تموز/ 2015م

 

الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمات في مناسبات

09-04-2024 165 مشاهدة
142ـ كلمات في مناسبات: فجر عيد الفطر 1445 هـ

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: دَخَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ، حَيْثُ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، ... المزيد

 09-04-2024
 
 165
28-09-2023 722 مشاهدة
141ـ كلمات في مناسبات: عذرًا يا سيدي يا رسول الله

لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد

 28-09-2023
 
 722
07-03-2023 712 مشاهدة
140ـ كلمات في مناسبات: إجابة الدعاء معلقة بالاستجابة لله تعالى

عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد

 07-03-2023
 
 712
28-09-2022 659 مشاهدة
1- المحبة محبتان

مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد

 28-09-2022
 
 659
09-07-2022 559 مشاهدة
138ـ كلمات في مناسبات: درس فجر عيد الأضحى المبارك 1443 هـ شعيرة الأضحية

هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد

 09-07-2022
 
 559
08-07-2022 488 مشاهدة
137ـ كلمات في مناسبات: يوم عرفة يوم الغفران

يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد

 08-07-2022
 
 488

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414463646
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :