7ـ من وصايا الصالحين: وصية إلى كل أخ راعٍ ومسؤول

7ـ من وصايا الصالحين: وصية إلى كل أخ راعٍ ومسؤول

 

أخي المسلم، مِنْ حيث أنت، ومن خلال ما أقامك الله عز وجل، من خلال حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري ومسلم.

فيا أيها المسؤول، ويا أيها الراعي، من سعادتك أن تجد لك ناصحاً، ومن شقاء الإنسان أن يجد مادحاً فقط، ولا يجد ناصحاً، وما أفلح السلف الصالح إلا عندما كانوا متناصحين.

فاسمع أخي الكريم وصية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامله أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:

(أما بعد، فإن للناس نُفرةً من سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك!

فأقم الحدود ولو ساعةً من النهار، وإذا حضر أمران: أحدهما لله، والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الله، فإن الدنيا تنفد، والآخرة تبقى!

عُدْ مريض المسلمين، واحضر جنائزهم، وافتح بابك، وباشر أمورهم بنفسك، فإنما أنت رجلٌ منهم، غيرَ أن الله تعالى جعلك أثقلَهم حِملاً، وقد بلغني أنه نشأ لك ولأهل بيتك هيئةٌ في لباسك، ومَطْعَمك، ومركبِك، ليس للمسلمين مثلها!

فإياك أن تكون بمنزلة البهيمة، مرتْ بوادٍ خَصبٍ فلم يكن لها همٌّ إلا السِّمَن، وإنما حتفُها في السِّمَن!

واعلم أن العامل إذا زاغ زاغتْ رعيَّته، وأشقى الناس مَنْ شقيت به رعيته!).

أخي المسؤول:

سل نفسك هل عند الناس نُفرة منك بسبب سوء خلق، أو استعلاء، أو تعسير أمر حتى تأخذ منهم رشوة، وتأكل مالهم بالباطل؟ أم أنت آلف مألوف؟

فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعاذ بالله من ذلك، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أحبكم إليَّ أحاسنكم أخلاقاً، الموطؤون أكنافاً الذي يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إليَّ المشَّاؤون بالنميمة، المفرِّقون بين الأحبة، الملتمسون للبرآء العنت ـ العيب ـ).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن مؤلِف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلَف).

هذا ما أذكِّرك به أخي من خلال وصية سيدنا عمر لسيدنا أبي موسى، واستفد أنت من باقي الوصية.

والحمد لله رب العالمين، وأرجوكم دعوة صالحة بظهر الغيب.

أخوكم أحمد النعسان

 

الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  من وصايا الصالحين

05-03-2020 4872 مشاهدة
47ـ وصية أبي الدرداء (4)

لَقَدْ كَانَ الصَّحْبُ الكِرَامُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَلَى حَذَرٍ شَدِيدٍ مِنَ الصَّغَائِرِ فَضْلاً عَنَ الكَبَائِرِ، روى الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً، هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ ... المزيد

 05-03-2020
 
 4872
27-02-2020 3832 مشاهدة
46ـ وصية أبي الدرداء (3)

مَا أَجْمَلَ الصَّاحِبَ الصَّالِحَ، وَالأَخَ النَّاصِحَ، مَا أَجْمَلَ مَنْ يُذَكِّرُكَ بِاللهِ تعالى، وَيُذَكِّرُكَ بِالمَهَمَّةِ التي خُلِقْتَ مِنْ أَجْلِهَا، مَا أَجْمَلَ مَنْ يُذَكِّرُكَ بِحَقِيقَةِ هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا. مَا أَكْرَمَ ... المزيد

 27-02-2020
 
 3832
21-02-2020 3016 مشاهدة
45ـ وصية أبي الدرداء (2)

إِنَّ مِمَّا يُرَقِّقُ الطِّبَاعَ؛ وَيَعِظُ الْقُلُوبَ ويُشَنِّفُ الأَسْمَاعَ؛ وَيَدْعُو أَصْحَابَهَا إِلَى الاتِّبَاعِ، مَا جَاءَ فِي وَصَايَا السَّلَفِ؛ التِي هِيَ مِنْ أَجَلِّ الْمَوَاعِظِ التُّحَفِ، وَحَسْبُنَا مِنْ وَصَايَا السَّلَفِ ... المزيد

 21-02-2020
 
 3016
06-02-2020 4879 مشاهدة
44ـ وصية أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

إِنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَمِنْ مِيزَاتِهَا التي خَصَّهَا اللهُ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ... المزيد

 06-02-2020
 
 4879
30-01-2020 5205 مشاهدة
43ـ وصية أبي الدرداء لأهل دمشق

طُولُ الأَمَلِ دَاءٌ عُضَالٌ، وَمَرَضٌ مُزْمِنٌ، وَمَتَى تَمَكَّنَ مِنَ القَلْبِ فَسَدَ مِزَاجَهُ، وَصَعُبَ عِلَاجُهُ، وَلَمْ يُفَارِقْهُ دَاءٌ، وَلَا نَجَعَ فِيهِ دَوَاءٌ، بَلْ أَعْيَا الأَطِبَّاءَ، وَيَئِسَ مِنْ بُرْئِهِ الحُكَمَاءُ وَالعُلَمَاءُ، ... المزيد

 30-01-2020
 
 5205
25-10-2014 17473 مشاهدة
42ـ من وصايا الصالحين: وصية سيدنا عمر لأبي موسى الأشعري رَضِيَ اللهُ عَنهُما

فَإِنَّ لِلنَّاسِ نَفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ، فَأَعُوذُ باللهِ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكَ عَمْيَاءُ مَجْهُولَةٌ، وَضَغَائِنُ مَحْمُولَةٌ، فَأَقِمِ الْحُدُودَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. ... المزيد

 25-10-2014
 
 17473

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414353362
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :