لَو لَم يَكُنْ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الفَضْلِ إلا أَنَّهُ حَمَلَ القُرآنَ العَظِيمَ للبَشَرِيَّةِ جَمعَاءَ، لَكَانَ فَضْلاً لا يَسْتَقِلُّ العَالَمُ بِشُكْرِهِ، ولا تَقُومُ البَشَرِيَّةُ بِمُكَافَأَتِهِ، ولا يَستَطِيعُ النَّاسُ أن يُوفُوا بَعْضَ جَزَائِهِ. ... المزيد
من قَرَأَ سِيرَةَ الرِّجَالِ العِظَامِ، وتَصَفَّحَ تَارِيخَ النُّبَلاءِ في العَالَمِ، لَن يَجِدَ أَعظَمَ من خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَقَد كَانَ أَحسَنَ النَّاسِ خُلُقَاً وخَلْقَاً، أَحَبَّتْهُ القُلُوبُ، وهَابَتْهُ النُّفُوسُ، واجْتَمَعَتْ عَلَيهِ القُلُوبُ ... المزيد
بَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ بِأَنَّ البُكَاءَ لا يَصْدُرُ إلا من ضَعِيفٍ، وأَنَّ البُكَاءَ من صِفَاتِ وخِصَالِ النِّسَاءِ، وأَنَّ الرَّجُلَ القَوِيَّ لا يَبْكِي، وكُلُّ هذا غَيرُ صَحِيحٍ، لأنَّ اللهَ تعالى مَدَحَ عِبَادَهُ المُؤمِنِينَ الذينَ يَتَأَثَّرُونَ بِتِلاوَةِ الآيَاتِ الكَرِيمَةِ، فَيَخِرُّونَ للأَذْقَانِ سُجَّدَاً يَبْكُونَ. ... المزيد
إنَّ الذُّنُوبَ سُمٌّ يَسْرِي في الأَبدَانِ فَيُهْلِكُهَا، وإذا عَمَّتِ الذُّنُوبُ في البُلدَانِ أَفْسَدَتْهَا، ضَرَرُهَا عَظِيمٌ، وعَوَاقِبُهَا وَخِيمَةٌ، بالمَعَاصِي يُحْرَمُ العَبدُ التَّوفِيقَ، وبِهَا تُمْحَقُ البَرَكَةُ في الرِّزْقِ والعُمُرِ، وبِهَا يُحْرَمُ العَبدُ الطَّاعَةَ، وبِهَا يَغرَقُ في مَعْصِيَةٍ أَكبَرَ مِنهَا ... المزيد
إنَّ المُؤمِنَ الحَقَّ هوَ الذي لا يَفرَحُ بِمَتَاعِ الحَيَاةِ وَزِينَتِهَا، ولا يَحزَنُ لِزَوَالِهَا، وإِنَّمَا فَرَحُهُ واسْتِبْشَارُهُ بِأَعمَالِهِ الصَّالِحَةِ، وبِمِقْدَارِ مَا يَزِيدُ من الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ بِمِقْدَارِ مَا يَفرَحُ ... المزيد
إنَّ مَعرِفَةَ اللهِ تعالى هيَ أَعلَى المَنَازِلِ في الحَيَاةِ الدُّنيَا وأَرفَعُهَا، ولَن تَصلُحَ القُلُوبُ إلا بِذِكْرِ اللهِ تعالى وعِبَادَتِهِ، وإنَّ القُدْوَةَ للنَّاسِ جَمِيعَاً في ذلكَ هوَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾. ... المزيد
إنَّ الرِّجَالَ العِظَامَ كُلَّمَا ارتَفَعُوا إلى آفَاقِ الكَمَالِ، اتَّسَعَتْ صُدُورُهُم، وامتَدَّ حِلْمُهُم، والتَمَسُوا للنَّاسِ الأَعذَارَ لأغلاطِهِم، وأَخَذُوهُم بالرِّفقِ، ومَا ذَاكَ إلا لِرِقَّةِ قُلُوبِهِم. ... المزيد
القَلبُ مَوضِعُ نَظَرِ الرَّبِّ سُبحَانَهُ وتعالى، لأنَّهُ سَيِّدُ الأَعضَاءِ، روى الشيخان عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». ... المزيد
لقد أَكرَمَنَا اللهُ عزَّ وجلَّ بِدِينٍ قَامَت دَعَائِمُهُ على أَسَاسٍ من الأَخلاقِ السَّامِيَةِ الرَّاقِيَةِ، بل الهَدَفُ الأَوَّلُ والأَسمَى من بِعْثَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَتْمِيمُ الأَخلاقِ، وتَرسِيخُ ذلكَ ... المزيد
إنَّ الأُمَّةَ لا تَكُونُ أُمَّةً وَاحِدَةً، ولا تَحصُلُ لَهَا قُوَّةٌ ولا عِزَّةٌ حَتَّى تَتَرَابَطَ فِيمَا بَينَهَا، وتَكُونَ كَمَا وَصَفَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً» رواه الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ. ... المزيد
إنَّ وِلادَةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَهِيَ أَعظَمُ خَيرٍ وبِشَارَةٍ للبَشَرِيَّةِ جَمعَاءَ، وهيَ أَكبَرُ نِعمَةٍ ومِنَّةٍ من اللهِ تعالى على خَلْقِهِ. ... المزيد
لقد أَكرَمَ اللهُ تعالى البَشَرِيَّةَ جَمعَاءَ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَخرَجَهَا اللهُ تعالى من الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، ومن الذُّلِّ إلى العِزِّ، ومن المَهَانَةِ إلى الكَرَامَةِ، ومن الجَهْلِ إلى العِلْمِ، ومن الظُّلْمِ والجَوْرِ والاستِعبَادِ والتَّكَبُّرِ إلى العَدْلِ والمُسَاوَاةِ ... المزيد
إنَّ الحَدِيثَ عن عُظَمَاءِ الأُمَّةِ يَحْلُو، ولكنَّ الحَدِيثَ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لا يُجَارِيهِ أَيُّ حَدِيثٍ في رَوْعَتِهِ وحَلاوَتِهِ وطَلاوَتِهِ، لقد مَلأَ اللهُ تعالى قُلُوبَ المُؤمِنِينَ حُبَّاً بهذا الحَبِيبِ المُصطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
مَا من شِدَّةٍ أو ضِيقٍ أو كَربٍ أو بَلاءٍ أو مُصِيبَةٍ تَقَعُ على إنسَانِ إلا وهُنَاكَ أُنَاسٌ سَبَقُوهُ في هذهِ الطَّرِيقِ، ومَا هيَ إلا أَوقَاتٌ مَعلُومَةٌ تَنقَضِي تِلكَ الشِّدَّةُ وذَاكَ الضِّيقُ والكَربُ. ... المزيد
المِحَنُ والشَّدَائِدُ مِحَكٌّ لا يُخطِئُ، ومِيزَانٌ لا يَظلِمُ، وبِهَا يُكشَفُ مَا فِي القُلُوبِ، ويَظهَرُ مَا فِي الصُّدُورِ، ويُفرَّقُ فِيهَا بَينَ الصَّادِقِ والكَاذِبِ، وبَينَ المُؤمِنِ والمُنَافِقِ، وبِهَا يَعرِفُ المُؤمِنُ نَفسَهُ، ... المزيد
روى أبو داود عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرو عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ كُلَّ رِباً مِنْ رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ، لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ». ... المزيد
أَخرَجَ الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عن أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: «أُوصِيكُمْ بِالْجَارِ». حَتَّى أَكْثَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيُوَرِّثُهُ. ... المزيد
الإسلامُ رَبَّى أَتبَاعَهُ على خُلُقِ الكَمَالِ، فَرَبَّى الأَغنِيَاءَ على الجُودِ والكَرَمِ، ورَبَّى الفُقَرَاءَ على العِفَّةِ والاستِغنَاءِ، وحَثَّ الجَمِيعَ على التَّكَسُّبِ والسَّعْيِ في الأَرضِ لِطَلَبِ الرِّزقِ الحَلالِ، وجَعَلَ السَّعْيَ على الأَهلِ والأَولادِ ومن يَعُولُ من أَفضَلِ القُرُبَاتِ والأَعمَالِ التي يُثَابُ عَلَيهَا العَبدُ، ... المزيد
روى الإمام أحمد في مُسنَدِهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُرْدِفٌ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى جَمَلٍ آدَمَ. ... المزيد
اِتَّفَقَتِ الشَّرَائِعُ السَّمَاوِيَّةُ، واتَّفَقَتِ الفِطَرُ السَّوِيَّةُ، وأَصحَابُ النُّفُوسِ المُستَقِيمَةِ، على أنَّ العَدْلَ تَاجٌ على رَأسِ صَاحِبِهِ، لأنَّهُ نِظَامُ الحَيَاةِ، وهوَ مِيزَانُ الحَقِّ. ... المزيد